15 سبتمبر 2025
تسجيلبعقارات تقدّر بأربعة ملايين دولار لكل عقار منها، ومعاشات شهرية تصل لعشرات الآلاف من الدولارات وتعويضات سخية أرادت حكومة السعودية تكميم أفواه أبناء المغدور الإعلامي جمال خاشقجي رحمه الله والذي امتدت له يد الغدر السعودية عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول في الثاني من أكتوبر لعام 2018 في مهمة قادها شقيق ولي العهد السعودي خالد بن سلمان بعد موافقة مباشرة من عاهل المملكة سلمان بن عبدالعزيز وبحسب ما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست الأميركية والذي كان جمال أحد العاملين فيها وصاحب عمود أسبوعي في إحدى صفحاتها فإنها لم تتأكد من قبول أبناء المغدور هذه التسوية والتي أرادت الرياض بها التخفيف من ضغط هذه القضية التي وصلت إلى ردهات المجالس النيابية في الدول الغربية وأمريكا والمؤسسات الحقوقية الدولية وكلها تطالب حتى هذه اللحظة بالكشف عن مكان جثة خاشقجي ومعاقبة الفاعلين الحقيقيين لهذه الجريمة الشنيعة رغم أن الأنباء تتواتر عن موافقة أبناء جمال قبول هذه التعويضات التي وصفها الجانب السعودي بأنها لقاء الظلم الكبير والخطأ غير المبرر الذي وقع لوالدهم من قبل أشخاص غير مسؤولين ولم يتم الإيعاز لهم بفعل جريمتهم التي تحاسبهم عليها السعودية اليوم من خلال مطالبة النيابة العامة بإعدام خمسة منهم رأتهم النيابة بأنهم الفاعلون والمدبرون الفعليون لهذه الحادثة غير المبررة من وجهة نظر المملكة. من الغريب أن الرياض والتي كشف مالك صحيفة الواشنطن بوست والتي لا تزال تثير قضية اغتيال خاشقجي بالكثير من التساؤلات عن ماهية التحقيقات التي تجريها السعودية مع الفاعلين بالكثير من الغموض عن تورط الحكومة السعودية في التجسس على هاتفه الشخصي ونبش ماضيه وشراء ذمم من يعمل في إحدى دور الصحافة الأمريكية الصفراء المتخصصة في نشر فضائح المشهورين لنشر علاقاته السابقة مع نساء خارج علاقته الزوجية الشرعية تعلم جيداً أن قضية خاشقجي لا يمكن أن تموت بهذه السهولة وليس بالمال ولا بالتجسس والذي يبدو أنه أصبح الهواية الجديدة للسعودية بعد أن فضحت كبرى شركات إسرائيل للتجسس الإلكتروني أنها تلقت أموالاً طائلة من الحكومة السعودية لقاء التجسس على المحادثات التي دارت بين المعارض السعودي المقيم في كندا عمر عبدالعزيز وخاشقجي الذي كان يقيم في العاصمة الأمريكية واشنطن وعليه فإن كل أساليب المملكة العربية السعودية في استقصاء طرق التجسس والتغطية على هذه الجريمة بفصول التعويضات والدية وما إلى ذلك والتي من شأنها أن تخفف من وطأة هذه الفعلة التي مست ولا تزال تمس ولي العهد السعودي الآمر الفعلي لها في نظر العالم ونواب مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين ولا يمكن أن يتعلق كل شيء لدى هؤلاء بالمال ولذا لن تنجح السعودية رغم محاولاتها منذ ستة شهور أي منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي لطمس الحقائق وتهدئة الرأي العام والدفع بهذه الجريمة بتقديم أكباش فداء لم يسلم منهم المقربون من ولي العهد نفسه وأعني مستشاره المخلص سعود القحطاني والذي رغم تعريفه أنه من الرؤوس المدبرة الأولى لقتل جمال إلا أن الأخبار المتواترة تؤكد أنه يمارس حريته بكل سهولة داخل أرجاء المملكة وقد سافر مؤخراً إلى الإمارات في زيارة لم تستطع سلطتا البلدين تغطيتها عن عين الإعلام القريب من تجاوزات الرياض في هذه القضية ونشاط تويتر في فضح كل ألاعيبها بشأنها ولكني لن استطيع أن أخفي أسفي وأسف الملايين غيري إن تأكد بأن أبناء خاشقجي قد قبلوا فعلاً هذا الثمن الزهيد لدم والدهم والذي لم يلق حتى الآن من يدفن جثته ويصلي عليها حاضراً وهذا يؤكد ما لقيته هذه الجثة من تقطيع وإذابة في أشد الصور بشاعة وشناعة كما سيؤسفنا فعلاً ونحن المحبون لهذا الرجل أن يكف أبناؤه عن المطالبة بحق والدهم المغدور في القصاص العادل بمنفذي هذه الجريمة وأهمهم الآمر والمخطط لها والذي وإن طال الوقت سيكتب اسمه بالخط العريض رسمياً وحينها سيكون للعالم بأسره أن يطالب بحق جمال وليس أولاده فقط !. ◄ فاصلة أخيرة: ستنجلي الحقيقة يوما ما ولن تستطيع الأموال أن تغطيها كما يريد المجرمون لها. [email protected]