12 سبتمبر 2025
تسجيلبالأمس، تابعت برنامجا طبيا يُعرض على تلفزيون قطر وكانت الحلقة تدور عن التوحد " ! شدتني الحلقة وخاصة الحضور من الطبيب المختص ومجموعة من الأهالي (آباء و أمهات) تواجدوا ليتحدثوا عن كفاحهم و قصصهم مع أبنائهم الذين يعانون من "التوحد"! فما هو تعريف "التوحد"؟ " التوحد: كما يُعرف باسم الذاتوية أو اضطراب التوحد الكلاسيكي. ويستخدم بعض الكتّاب كلمة "توحد أو ذاتوية" عند الإشارة إلى مجموعة من اضطرابات طيف التوحد أو مختلف اضطرابات النمو المتفشية، هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة". لم أكنْ أعرف الكثير عن هذا المرض، غير أن من يعانون منه يكونون في حالة (عصبية) ومن الصعب (السيطرة) عليهم! ولكن بعد أن تابعت الحلقة، عرفت أن هناك أطيافا متعددة للتوحد، وتختلف نسبته من شخص لآخر! كما تعرفت على الجهود التي يبذلها الإخوة في مركز الشفلح وغيره من المراكز ووزارة الصحة لتوفير كل ما يلزم لهذه الفئة، ومحاولة توفير العلاج لهم وتخفيف معاناتهم ومعاناة أهاليهم. فلهم كل الشكر والتقدير. وأثناء متابعتي للبرنامج، أثارَ الأهالي بعض الأمنيات و المطالب وخاصة لأبنائهم الذين تعدوا سن الرشد أي فوق ( 18 ) عاماً، كيف يمكنهم السيطرة عليهم والتعامل معهم؟ وهل هناك مراكز أو معاهد لتدريبهم أو تأهليهم أو الترفيه عنهم؟ وماذا أعدت الدولة لمثل هؤلاء من بعد رحيل (الآباء/ الأمهات ) وخاصةً أنهم يعانون من صعوبة التعامل و السيطرة على انفعالاتهم و تصرفاتهم! ولا يمكن لأحد من الورثة أو الأهل تحملهم ورعايتهم مثل آبائهم وأمهاتهم! فهل هناك خطط لعمل مركز أو دار إيواء تتوفر فيه كل الاحتياجات لمثل هذه الحالات مستقبلاً؟ وماذا عن المجتمع، هل هناك مبادرات للمساهمة في التخفيف عن معاناة هذه الفئة وخاصة أن الأهالي، يواجهون صعوبة في الخروج معهم و الانخراط في المجتمع، لما يصدر منهم من تصرفات لا إرادية و خارجة عن السيطرة؟ وهل هناك وعي وثقافة كافية لدى المجتمع لقبول هذه الفئة ومحاولة التعامل معها؟ كل هذه تساؤلات، بحاجة لإجابات؟ ونحن على ثقة تامة بحكومتنا وسعيها المتواصل لتذليل كافة الصعوبات للمواطن والمقيم وخاصة من يعانون من احتياجات خاصة. وأخيراً، وصلتني ملاحظة مهمة من إحدى الأمهات التي لديها ( ابن ) يعاني من (التوحد) تقول: إن ابنها يذهب إلى المدرسة، ولكن هناك مشكلة من قبل مسؤولي (الدعم) في التعامل معه وخاصة عندما تنتابه نوبة الغضب، حيثُ يقوم بتصرفات غير مسؤولة وقد تكون خطرة عليه وعلى من حوله! ففي إحدى المرات قام برفع الكرسي على (المشرفة) مما أثار الخوف والرعب في بقية الطلبة والمشرفة نفسها! إن قرار (دمج) الطلبة الذين يعانون من احتياجات خاصة ومنهم الذين يعانون من "التوحد" مع الطلبة العاديين في المدارس العادية قرار سليم وجيد! ولكن، هل تم تهيئة جميع الظروف وتوفير كافة الاحتياجات و المختصين المؤهلين لتدريسهم ومراقبتهم والتأكد من سلامتهم وسلامة من حولهم؟