18 سبتمبر 2025
تسجيلبضعة أيام تفصلنا عن اجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، ويحدونا الأمل في تهيئة أجواء من المتعة وتخفيف العناء عن نفوس الاهالي واولادهم بعد شهور مضنية من الدراسة ومكابدة همومها الثقيلة. ومؤكد ان اقامة فعاليات وبرامج سياحية وترفيهية مفيدة ومسلية موزعة بين المرافق الشهيرة في البلاد تمثل مطلبا جماهيريا، خاصة لدى عائلات كثيرة مواطنة ومقيمة، تفضل قضاء الاجازة داخل البلاد لاسباب عديدة، ومن هنا فان على الجهات الراعية والداعمة للفعاليات والبرامج السياحية والترفيهية مراعاة طبيعة المجتمع القطري وثوابته وقيمه الراسخة الحصينة، عند الشروع في تنفيذ فعاليات معينة خلال مواسم الاجازات والمناسبات وعند استقدام بعض الفرق والعارضين. ومع تقديرنا البالغ لما يقام من عروض طيبة هادفة تلبي احتياجات العائلات وتحترم عقولهم وتراعي الجوانب التربوية والقيمية السليمة، فإن عددا من الاحتفالات والعروض التي يعلن عنها كثيرا ما تتجاوز هذه الأسس الراسخة وتحمل الينا ممارسات ومضامين سلبية وهدامة، وأركز هنا على عروض وفعاليات سوق واقف باعتباره وجهة سياحية بارزة ومعلما تراثيا اصيلا يرتاده كثير من المواطنين واخواننا العرب المقيمين، مما يحتم على اللجان المنظمة والرعاة الرسميين اختيار ما يصلح وينفع من العروض والفعاليات.. فليست مفاجاة سارة لنا أبدا ان تقام منافسات المصارعة الحرة على مسرح او حلبة ضخمة من ارض السوق التاريخي العريق ويدعى اليها الجمهور من مختلف الفئات، لان مثل هذه العروض تنشر العنف بين الشباب والناشئين وتروج شعارات مرفوضة وتقدم نماذج سيئة يهرع شبابنا الى تقليدها في قصات الشعر وترديد العبارات النابية، مع المحاذير الخطيرة الاخرى اذ يظهر المصارعون على الجمهور باشكال خادشة للحياء ومخالفة لتعاليم الدين والخلق القويم، فكيف يؤتى بأولئك المصارعين في مواسم الاجازات وأكثر الاسواق جذبا للعائلات، ليستعرضوا أمام جمهور يضم كثيرا من النساء والفتيات مبدين تفاصيل اجسامهم. لذلك نطالب الجهات المعنية في هيئة السياحة وادارة سوق واقف بالتوقف عن اقامة عروض المصارعة للأسباب المشار اليها، مذكرين بأن تحقيق المتعة والتسلية والترفيه يمكن ان يتم بأشكال واساليب عدة محببة للنفوس ومأمونة العواقب، دون الحاجة الى الوقوع في ممارسات او جلب سلوكيات وافدة ذات افكار واغراض هدامة تضر بافراد المجتمع، وهنا يكون التراجع عن تنظيم ما سمي ببطولة المصارعة الحرة، أمرا واجبا تفرضه الضرورة والمصلحة العامة، وحتى يثبت لنا المسؤولون انهم فعلا يحترمون عادات وتقاليد المجتمع القطري، وبما يعزز الثقة والمصداقية بين الجهات المعنية وبين المواطن، ويسهم في انجاح الفعاليات والاحتفالات، في الحاضر والمستقبل.