15 أكتوبر 2025
تسجيللا يخلو بيت من بيوت اهل قطر قديما وحديثا خاصة بيوت الوجهاء منهم من وجود حيز واسع ضمن مساحة البيت ككل ليمثل واجهة يجتمع فيه كبار رجال "الفريج" والاهل والاصدقاء ويطلق عليه "المجلس" ويحرص عليها رجال المجتمع باعتباره عادة عربية متوارثة واصيلة تسهم بشكل أساسي في تعزيز الروابط وتوطيدها بين أبناء المجتمع كافة، وتسمو فيه روح الأخوة والمحبة بين المتجالسين.وكعادتنا كل يوم نلتقي عند صديقنا العزيز "بوعبدالله" في مجلسه العامر الذي توارث مداولته ابا عن جد من قدم السنين رغم تغير الزمان والمكان الا انه صاحب اصول يصر على استمرار ما توارثه من آبائه، فيحتفي باصدقائه وضيوفه في مجلسه برحابة صدر ونقاء نفس، يجتمع معه اصحاب الرأي المتنور وذوي السمعة الطيبة، فكان حوارنا بالامس حول مجلس الشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة الذي اعلن عن تدشينه الثلاثاء الماضي للشباب القطري لتقديم مبادراتهم وأفكارهم وطروحاتهم.كنا على درجة من الوعي بأهمية المجلس لما لهذا المكان من قدسية واعتبار عند اهل قطر، وكانت فكرة مجلس الشباب محور حديثنا فاجمعنا بالثناء على صاحب المبادرة "بو ثاني" جزاه الله خيرا وثمنا دوره بطرح الفكرة ورعاية المجلس وتطوير خدماته بما يتوافق مع اصالة التراث وتطور الحياة العصرية لتتوافق الرؤى حول مدى امكانية نجاح الفكرة في استغلال واستثمار اوقات الشباب وارتباطهم بتراثهم العتيد.اتفقنا في آرائنا على ان المجالس في الماضي ما زالت مدارس يتعلم فيها الشباب أمور الدين والدنيا وكذلك الشجاعة والحكمة والمعرفة، ويتعلمون آداب الحديث والاستماع ويخوضون في كل مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والعملية وبالتالي يتربى الشباب واليافعون في المجالس على الفضيلة والاحترام والتفقه بالدين ومناقشة الأمور الاجتماعية التي يكتسب من خلالها النشء خبرة الحياة، لذا كانت المجالس مساحة لحفظة القرآن الكريم والدعاة؛ حيث كانت مجالس للقرآن والدعاء لمختلف القبائل وكانت تفتح لتلاوة القرآن.تجاوب سعادة وزير الشباب والرياضة مع الفكرة بحماس وتشجيع يدفع الشباب الى التأني وعدم الاندفاع فلدينا تجارب سابقة مثل المجالس التراثية والمجالس الشبابية لم يحالفها النجاح، والفكرة التي نحن بصددها رغم وضوح مراميها، ما زال يكتنفها شيء من الضبابية، وتحتاج الى رؤية عميقة لتحقق هدفها في تقدير قيمة هذا الفضاء في احتضان الأفكار والمقترحات والآراء ومناقشتها وتطويرها.الهدف الأسمى من طرح فكرة المجلس وآليات العمل به هو ايصال أفكار الشباب إلى الوزارة والربط بين الجهتين لبناء علاقة تفاعلية وإيجابية بينهما.مطلوب نشر الوعي اولا بدور المجلس في تنمية المجتمع ثم البحث عن الافكار التي تعود بالنفع على الدولة في مختلف قطاعاتها. وسلامتكم