01 نوفمبر 2025
تسجيل• أيام قليلة ويقبل خير الشهور وأكرمها للعباد شهر رمضان الكريم والمبارك الذي تجتمع فيه الأعمال الصالحات، والطاعات، ومضاعفة الأجر والحسنات.. وفيها ليلة خير من ألف شهر.. اللهم بلغنا وإياكم صيامه وقيامه وصالح الأعمال وبلغنا قيام ليلة القدر. • النفس والروح الإنسانية تحتاج إلى ذلك الغذاء الروحي الإيمانيّ الذي يجمع شتاتها، ويرتب أمورها، ويرتقي بها عاليا فوق هموم الدنيا وضيقها.. ووجوه أتعبتها! • تمر بالإنسان أشكال من الهموم والمنغصات والأحزان.. ويختلف التعامل معها ومواجهتها حسب حجم الهم والضيق.. بين إنسان وإنسان.. أو بين شخصية وشخصية..وقوة إيمانها.. • هناك من يطرق أبواب العيادات النفسية، والاخصائي المعالج محاولا الفضفضة والبحث عن الراحة والسكينة والطمأنينة ووضع الاهتمام والعناية على وجع الروح.. وقد يجدها وتكون مؤقته العلاج، وقد لا يجدها.. ويستمر في دوامة همومه وأحزانه والبحث في كيفية التخلص منها.. • قد يحاول آخر الهروب وعدم المواجهة؛ ولا حتى مجرد التفكير في حل المشكلة.. يبقى في عمق همومه وظلمة روحه.. كئيبا حزينا وفي دائرة قاتمة دون يد تنتشله من هذه الهوة السحيقة من الاكتئاب، ولا أذن صاغية تساعده على الكلام وتخفيف اثقال الهموم التي يحملها! ويبقى في دائرته وأحزانه والتي تنعكس على ملامحه وصوته وعزلته وعلى كل شيء حوله.. بل قد لا يجد أحدا حوله ! • وهناك من يدرك جيدا أن الروح التي يتحرك بها، والنفس التي تعيش معه والفكر المشوش الذي يسير معه.. يحتاج لطاقة روحانية ترسل أنوارها وسكونها وقيمها العليا لتبثها في ارواحهم وتسكن بها النفس وتهدأ … • كثيرة هي المدارس والدورات التدريبية.. وإعداد الكتب المترجمة والمنقولة.. ومدعي الطاقة والتدريب والوفرة والروحانية من يستغلون مثل هؤلاء الباحثين عن نجاة وحياة مطمئنة بإدعاء أنهم قادرون على علاجهم، ونقلهم من ظلمة اعماق لأنوار عليا وروحانية وسكينة وهدوء وراحة البال! • والحقيقة التي يملكها المدعون الشفاء.... العلاج الوهمي والادعاء الكاذب.. والجدل المبتور غير المفهوم والمفقود عن المحاولة عن العلاج الروحاني. • نحن كمسلمين.. ونحن كأمة القرآن.. ودين الإسلام.. وقصص السيرة النبوية صلوات الله وسلامه عليهم والصحابة رضوان الله عنهم.. وما يرافقها وقصص الأمم السابقة والأنبياء.. تعتبر في مجموعها وقصصها رقائق للأرواح والعلاج الحقيقي للنفس متى وجدت عالم الدين او الاستاذ او الشيخ والإمام والداعية الحقيقي من يقوم بنقل هذه التجارب الحقيقية وتلك القصص ومحاكاة الأرواح والعقول والقلوب ولمس وجعها ومما ترسب عليها من شوائب تلوث عقول ونفسيات بشر مريضة! • الروح الراقية والنقية متى تعبت وأصابها الوجع والألم تحتاج من ينصت اليها، ومن يرقي بها روحانيا من خلال الايمانيات والطاعات وصالح الأعمال.. نملك كأمة مسلمة جوامع العلاج.. من صدقة تدفع الاذى.. ومن قرآن يتلى شفاء.. ومن تسبيح واستغفار وتحميد ومن صلاة وصلة وتواصل مع الخالق سبحانه.. ومن حج وعمرة وقرب من الرحمن بقيام ليل وسكب الهموم أمام القريب المجيب السميع العليم.. • عندما تؤسّس الدولة الجوامع والمساجد والمراكز الدينية والثقافية كالمجادلة الخاص بالنساء.. من المهم التأسيس القائم على منهج القرآن والسنة.. ومنهج السلف الصالح والبلد..، والاهم نوعية الأفكار التي تطرح وكيفية مخاطبة الأرواح التعبة، والعقول المشتتة من أن تستغل من ضعاف النفوس والأرواح، كما تولي مراكز تحفيظ القرآن والأنشطة والاهتمام بالشباب من الجنسين.. • لدينا تجارب ناجحة ومفيدة وغنية بما كان يطرح من دورات صيفية في مركز عبدالله بن زيد وكم من دروس ومحاضرات دينية كانت تقام في مساجد الدولة مسجد أبوعبيدة وجامع عمر بن الخطاب وغيرها من جوامع ومراكز.. كنت نحرص على الحضور والتعلم وعلاج الروح والارتقاء بها، والبعد عن اولئك الذين يستغلون ضعف روح وإنسان تعبه واستغلالها ماديا.. دون جدوى ومحبا! • آخر جرة قلم: العقول الرشيدة والحكيمة في دولتنا الغالية من أعلى مستويات القيادة ممثلة برؤية سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورؤية سمو الشيخة موزا بنت ناصر في الاهتمام بالإنسان وصحته وتعليمه وثقافته، والاعتناء بالأسرة التي هي اساس المجتمع والدولة.. من خلال الاعتناء بالمرأة والفتيات وإعطائهم وتخصيص المكان والمساحة الذي تجد الآذان الصاغية التي تحتوي حيرتها، وتعبها وتجد من يوجّهها التوجيه السليم والصحيح على نهج القرآن والسنة ودين الدولة وأعراف وعادات مجتمعها.. بما لا يزعزع استقرارها واستقرارها الروحي والنفسي والأسري… ها هو الشهر المبارك يقدم بأنواره.. وروحانيته التي تعالج اصعب الأرواح المرهقة.. لنجعله شهر ارتقاء بالأرواح لتكون قوية ومعطاة.. وتجد النساء بمختلف الأعمار في «المجادلة» سلوتها الروحية والإيمانيّة وما يسهم بالارتقاء بها ونقل تجارب ثرية لغيرها.. مبارك عليكم الشهر