30 أكتوبر 2025
تسجيلفكرة جميلة لوزارة الثقافة أن تخصص موسماً للندوات، وهذا هو عامه الثاني، الذي بدأ يوم السبت الماضي بندوة « شعرية». من خلال استعراض برنامج الندوات هذا العام، أجد في ذهني بعض الملاحظات والتساؤلات منها: أولاً: مفهوم الندوة يتضمن وجود فكرة يجرى حولها النقاش من جميع النواحي والاتجاهات طبعاً بوجود مختصين أو من هم أقرب للاختصاص في كل جانب من جوانبها. ثانياً: يبدو أن موضوع» الفكرة» - فكرة الندوة- كان غائبًا في هذا الموسم بشكل أكبر منه في العام الماضي، بدأت بالشعر لتنتهي إلى المعمار والإسلام والحداثة. ثالثاً: يخيل لي، أن القائمين على الندوات، يضعون عنوان الندوة ثم يبدأون في البحث عمن يتكلم حولها، وكان الأحرى أن يضعوا « الفكرة» فكرة الندوة أو موضوعها. ثم يبحثون عمن يتكلم في تفرعاتها. رابعاً: في الموسم الأول العام الماضي بدأ الموسم بندوة عن « الهوية» وكنت أول المشاركين فيه وانتهى بمحاضرة شاملة عن الهوية أيضاً قدمها الدكتور عزمي بشارة، ثمة ترابط يمكن أن يخرج المتابع من خلاله إلى خلاصة عن الفكرة موضوع الندوات. أما هذا الموسم فلم تكن هناك أساساً فكرة حول موضوع الندوات بل جزر متناثرة، يجد المرء نفسه منقطعاً مشاركاً كان أم مستمعاً؟ لعل ضيق الوقت كان سبباً في ذلك. خامساً: هناك خلط بين الندوة والامسية الشعرية فيما يتعلق بالتفاعل، فالندوة موضوع للتفاعل كونها» عقلا»بينما الأمسية الشعرية موضوع للاستماع كونها « وجدانا» سادساً: المسافة بين كل ندوة وأخرى طويلة وذلك يرجع إلى غياب الترابط أي «الفكرة «التي تحدثت عنها وبالتالي الزخم المطلوب لاستمرار الحضور رغبة لا دعوةً، لو اختزلت الندوات في أسبوع واحد حول فكرة أو موضوع محدد كان ذلك أجدى. سابعاً: أتمنى ان يتم اختيار موضوع لكل موسم على ضوئه تقام الندوات ومن خلال تفرعاته واهميته يتم النقاش والتداول بين الحضور والمتحدثين. ثامناً: أشكر لسعادة وزير الثقافة هذه البادرة وهذا النشاط والاهتمام، وأنا على يقين أن كل عام سيحمل جديداً اثراءً للمشهد الثقافي، خاصة ان نسبة الحضور تزداد باستمرار مع كل موسم جديد وهو في حد ذاته انجاز، فكم عانينا من ندوات بلا حضور، ومحاضرات بلا جمهور.