30 سبتمبر 2025
تسجيلما زلت أذكر سهولة الالتقاء بالمسؤولين والوزراء وحتى اللقاء بأعلى الشخصيات في الدولة. في مجتمعنا المطمئن سابقاً كانت الأمور جداً واضحة وسهلة، وتدار بعقلية المجتمع المتسامح، ذلك النفر من المسؤولين كانوا على ثقافة أخرى غير هذه الشائعة اليوم، لا حقد، لا حسد، روح تعاون وإيثار، كنت أذهب مع والدي احياناً الى دوائر الحكومة في تلك الايام على اختلافها بما فيها الديوان الأميري الخاص الذي هو بيت الأمير الأب سابقاً، نجد فيه العديد من اهل قطر، الكل مبتسم ومتعاون والمسؤولون جميعاً هناك على قدر من الشفافية وحب الخير للجميع، تشعر بذاكرة جمعية اكثر من شعورك بذاتيتك دون غيرك، ان اتصلت ردوا عليك، وان خاطبتهم استمعوا لك، وان اردتهم في مساعدة سعوا في ذلك. مجتمع بسيط متحاب والمواطن دائم في الذاكرة نماذج مشرفة عايشناها ونماذج اخرى سقطت ضحية للمنصب. طبعاً مع تغير الظروف والاحوال تتغير طبيعة الاشياء وقواعد اللقاء هذا معروف ولا ضير فيه، لكن ليس الى درجة الخروج من الذاكرة التي يقوم عليها أصلاً طبيعة عمل النظام المتعلق بالنظر في احوال المواطنين ومساعدتهم ولا الاشخاص الموكل لهم هذا العمل، بحيث تتصل فلا يرد عليك وتأتي فتجد الباب مقفلا في وجهك، هناك من يستطيع الصبر والاحتمال وهناك محتاج الذي دفعته ظروف الدنيا ويحتاج الى النظر في أمره، اتمنى من جميع الاخوة المسؤولين الارتقاء الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم من قبل صاحب الامر والشأن في البلد، هذه طبيعة مجتمعاتنا، تأكد ان المواطن باق والمسؤول سيذهب كما ذهب غيره وسيحمل معه وزر عمله بحسناته وسيئاته، وان الشهادة التي سيصدرها المجتمع ويطبعها بختمه هي التي سيحكم عليك من خلالها، طُف البلاد ايها المسؤول واسأل عن ذلك لدى اصحاب المشورة والرأي واستقرئ التاريخ، افتح كتاباً لتقرأ لا تستكبر لا يغرك المنصب ولا ينسك الحاضر المستقبل، الكلمة الطيبة دواء فكم مسؤول ووزير حفظ له المجتمع حسن الخلق وحرارة الاستقبال وسماحة الوجه والرد على الاتصال، وقبل منه العذر عن عدم الاستطاعة، تقديراً للظروف التي يعرفها الجميع، سيعذر المجتمع عدم مقدرتك وسيقدر سعيك، لكن لن يعذر عدم ردك على الاتصال وتكبرك وانقطاعك داخل مكتبك عن الاحساس بشكوى مواطن او مواطنة، وتذكر انك مجرد عابر للمنصب اما ان تكون مصدر خير فتذكر او حجرة عثرة فيحمد الناس الله على زوالها.