27 أكتوبر 2025
تسجيلغداً وما أدراك ما الغد؟، هل تعلمون ماذا يصادف الثامن من مارس من كل عام؟، هو اليوم العالمي للمرأة، حيث يجب أن تكون المرأة الناجحة والمعافاة والآمنة والعاملة والحرة والأم والزوجة والابنة وقد نالت كل حقوقها وتقلدت مناصبها التي تليق بها، وظلت امرأة محتفظة بكرامتها لا يمتهنها أحد ولا يخدش حياءها كائنا من كان، ولكن - وسامح الله من ابتدع حرف الاستدراك هذا - أين المرأة اليوم من حقوقها ووضعها الآمن في هذا العالم الذي بات يبتر الفرحة ويقتل المرأة وباتت المرأة اليوم مهددة في حياتها وعيشها وأبنائها ودينها وحريتها؟، فيم يجب أن تحتفل المرأة في هذا العصر وأعني تحديدا المرأة العربية والمسلمة؟، هل تحتفل وهي تُحارب وتُمتهن وتُقتل وتُلاحق بسبب حجابها في الهند وفرنسا وغيرهما؟!، هل تحتفل وهي تُقتل لمجرد أنها تدافع عن دينها وتتمسك به في الشارع والعمل والمدرسة والجامعة؟!. لمَ كان يوما للمرأة وبعض النساء اليوم في العالم العربي والإسلامي حالهن يرثى له ما بين نساء سوريات يقبعن تحت ظلام التشريد والتهجير والقتل والحرب وأقصى ما يحلمن به هو خيمة لا يمكن أن تمنع عنهن شدة البرد ولا قسوة الصقيع ولا غضب الرياح ولا حرارة الشمس ولا انهمار الأمطار ومع هذا يتمنين لو حظين بخيمة تسدل أستارها عليهم هن وأبنائهن بطمأنينة، كما يأملن وليس كما يفرض عليهن واقعهن الأليم؟، أي يوم هذا والنساء اليمنيات يعشن ظلال حرب وحصار وجوع وفقر ومرض وغلاء معيشة وحياة لا يردن حتى لعدوهن أن يعيشها فكيف بهن أنفسهن؟، ما لهذا اليوم لا يستذكر نساء فلسطين اللاتي يعشن احتلالا منذ ما يزيد على سبعين عاما ذقن فيها التشريد والتغريب في وطنهن وسرقة أرضهن وسجن أبنائهن وزف شهدائهن وترملن ومتن وكل ذنبهن أنهن فلسطينيات المولد والنشأة والروح والقلب والجنسية وكل هذا لم يعترف به المجتمع الدولي الذي يحمل ميزان ازدواجية عجيبا غريبا في التعامل مع النساء بحسب الدين والجنسية والهوية؟، أين هذا اليوم من نساء ليبيا المغمورات تحت ستار حرب أهلية لا تبق فيهن ولا تذر؟، أي يوم هذا يوم كانت المرأة العربية المسلمة في العراق تحت الاحتلال الأمريكي والضرب يفزع أبناءها ويوم انهمرت الصواريخ فوقها وماتت يوم دافعت عن هؤلاء الأبناء الذين كتب الله لبعضهم أن يعيش بينما ارتقت أرواح أغلبهم إلى السماء وخلفت الحرب على بلادها ما يزيد على مليون طفل يتيم فأخبروني برأيكم أين كان هذا اليوم عن المرأة العراقية في هذه السنوات الحافلة لها ما يضر لا بما يسر؟!. الثامن من مارس اليوم سوف يوجهه العالم المتناقض لنساء أوكرانيا اللائي يتعرضن اليوم لحرب يمكن حقيقة أن تتحول لا سمح الله لحرب موسعة يمكن أن تشمل أكثر من بلد وبمختلف الأسلحة ،حيث يصبح كل شيء مشروعاً ومشرعاً في الحرب وهن فقط من سوف يتعاطف معهن العالم لأن الساقط من الذاكرة لا يرقى لها من نساء العرب والعالم الإسلامي وسيكون الخطاب موجها لأوضاعهن اللاتي سبقتهن له من العربيات والمسلمات ما يشيب له رجال المجتمع الدولي الذين يتلطفن مع غيرهن، ولذا لا تخبرونا عن الثامن من مارس على أنه يوم للنساء جميعهن ما دامت موازين العالم تعامل الجميع بحسب دينه وجنسيته ولغته وماهيته ومنشأه، ولكن أخبروني كيف لنا كنساء أن نحتفل ونحن نتعامل بعنصرية من هذا المجتمع الذي ابتدع لنا يوما لكنه حرمنا من الانزواء تحته لأننا نبدو بمقل سوداء وشعر أسود يتخفى تحت حجاب أمرنا به ديننا الذي يلقى هو الآخر حرباً من المجتمع الدولي نفسه وانتقاصاً من حقوقه في معاييره الزائفة التي تتحدث عن العدالة والمساواة. لذا فأنا أول هؤلاء النساء التي لا تعترف بهذا اليوم المجدول في روزنامة الأمم المتحدة والمعمم في جدول أعماله ضمن البنود التي يتكلم بها أصحابه، لأنني أرى مثلي في أكثر من دولة مهانة ولا يقيم لها المجتمع وزنا فكيف تتحدثون عن قيم المرأة وأنتم لا تتمتعون بها لتتعاملوا مع المرأة ولو بقليل منها؟!. [email protected] @ebtesam777