05 أكتوبر 2025
تسجيلكثير من المشكلات التي تحدث في الأسر ونسمع عنها، وقد نستغرب لتفاهة بعض أسبابها، وحرص البعض من أفراد هذه الأسر على إنهاء الحياة الزوجية رغم رفض الزوجين لذلك، وقد يكون أحد هذه الأسباب تدخل الأهل، وخاصة بعض الأمهات من الطرفين، في حياة الزوجين، ومحاولة أم الزوج إثارة الفتن والمشكلات، والشكوى المستمرة والتذمر من بعض تصرفات الزوجة، التي قد يراها الزوج عادية ولا غبار عليها، ولكن الأم تصر على أنها استفزازية وتنفذها نكاية بها، مما يثير غضب الزوج على زوجته، لأنه يرغب في رضا أمه ويخشى الله عند غضبها عليه. وللأسف بعض الأمهات يتمادى في ذلك لدرجة تجعل الزوج يكره زوجته ويعاملها بفظاظة أمام والدته، إرضاء لها حتى لا يغضب الله عز وجل، والأم تظل على ذلك الاستفزاز والعدوانية وإثارة المشكلات والتدخل في حياة ابنها وزوجته، وخاصة فيما يتعلق بتربية الأطفال ورعايتهم وأمور البيت، بالإضافة إلى انتقاد أي عمل تقوم به الزوجة، ومن ثم تتضرر الزوجة، وقد تتخذ خطوة ترفض فيها ذلك بأن تترك البيت!. وإذا جئنا إلى الجانب الآخر نرى أم الزوجة لها رأي آخر في تصرفات الزوج، وتتدخل في كل ما يخص ابنتها وتبدأ في نصائحها لابنتها التي قد تضر الحياة الزوجية ولا تنفعها، وتؤكد لها أنها لا يجب أن تطيع زوجها في كل ما يقول لها، وألا تتركه يسيطر عليها ويفرض آراءه، وتنتقد كل ما يقوم به، ولا تترك ابنتها تقود سفينة حياتها كما يحلو لها مع زوجها، مما يثير المشكلات بين الزوجين، وقد يؤدي إلى قرار لا يرضي الله ولا رسوله ولا المجتمع، وللأسف كم زيجة انتهت بسبب الأهل وتدخل الأمهات بالذات!. إن الأمهات سواء كانت أم الزوج أم أم الزوجة يجب أن يدركن أن الحياة الزوجية خاصة بالزوجين، ولا يحق لأحد التدخل إلا في حالة طلب أحدهما ذلك، وأن البنت التي اختارتها لابنها ووافقت عليها وأنفقت الآلاف من أجل اتمام زواجهما، وكانت ترحب بها وتمدحها لابد أن تتيح لها الفرصة لتدبر حياتها كما تريد مع زوجها، وأن تعتبر هذه الزوجة إحدى بناتها، تبغي لها السعادة والهناء في حياتها، ولا تتدخل فيها إلا في حالة الضرورة، كما أن على أم الزوجة أن تدرك أن الرجل الذي وافقوا عليه للزواج من ابنتهم كانوا يعتبرونه فخرا، ومن أفضل الرجال، ويناسب ابنتهم، وأنه أصبح ولدا من أولادها لا تريد إلا مصلحته مع ابنتها، ولا صالح لها في التدخل في حياتهما إلا إذا طلبا ذلك، ويكون التدخل بالنصيحة المخلصة الهدف منها استمرار الحياة الزوجية، ومعالجة القصور فيها وإزالة أي سوء تفاهم بينهما، والإصلاح كما جاء في القرآن الكريم (وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها إن يريدا إصلاحًا يوفق الله بينهما) وبهذا تستمر الحياة الزوجية وتستقر، المهم وجود المودة والمحبة بينهما ورغبة الأهل في استقرار حياة أبنائهم. [email protected]