12 سبتمبر 2025

تسجيل

الحـوار الـذي تخافون منه !

07 مارس 2019

"جاهزون للحوار متى ما استعدوا هم له بدون شروط مسبقة" لم تتندر دول الحصار بدعوة قطر للحوار للوصول إلى حل للأزمة الخليجية المفتعلة ضد الدوحة ؟!. أليس الحوار هو لغة العقل التي يجب أن يعود لها أي متخاصمين أم أن اللغة الوحيدة التي يعرفها هذا الحلف هو لغة الغدر فجراً والتفكير الدنيء بغزو عسكري لجار آمن وقلب نظام الحكم فيه وقتل شعبه وكل من يقف أمام أطماعهم فيه منهم ؟!. ألم تكن هذه هي دعوة قطر الدائمة منذ اللحظات الأولى لحصار قطر ودعوة العالم الغربي للتهدئة وتغليب صوت العقل ؟! بالأمس جدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمره الصحفي المشترك مع نظيره الروسي الذي يزو البلاد سيرغي لافروف؛ في سؤال يتكرر أمام وزير الخارجية كلما جمعته مؤتمرات مع نظرائه سواء داخل قطر أو خارجها عن الأزمة الخليجية، استعداد الدوحة الدائم للحوار غير المشروط للحل الذي يرضي جميع الأطراف وبما يحقق مصلحة هذا الكيان الذي تتمنى قطر أن يدوم لخدمة الشعوب الخليجية وليس خدمة الكراسي والمصالح الشخصية التي قامت عليها هذه الأزمة، لا سيما بعد أن حظيت قطر بامتيازات عالمية أهمها استضافة كأس العالم 2022 وامتيازات اقتصادية في امتلاكها لأهم حقول الغاز الطبيعي في العالم؛ ولعل مثل هذه الامتيازات وأكثر جعلت هذه الكراسي تسعى لزحزحة كرسي قطر الثابت في المنطقة والتحرك لأجل مد نفوذها الذي رأت أن قطر يمكن أن تزعزعه بصورة ما بحسب ما صوره لها خيالها المريض والغيور تجاه الدوحة، وكالعادة كان الشيخ محمد واضحاً فيما يتعلق بهذه المسألة وهي أننا جاهزون للجلوس على طاولة الحوار ولكن دون شروط مسبقة تراها قطر متعلقة بسيادتها وشؤونها الداخلية بالإضافة إلى رغبة الدوحة الدائمة في تقديم أدلة وبراهين على دعمها للإرهاب وهي التهمة التي تروج لها دول الحصار ضد قطر عند سؤالهم لِمَ الأزمة ولِمَ كان الحصار ولِمَ افتعال مشكلة من لا شيء، وبالطبع يقف ممثلو هذه الدول مثل البلهاء أمام الإتيان ولو بدليل صغير واحد على أن الدوحة فعلاً تدعم أصول الإرهاب في المنطقة أو على المستوى الإقليمي أو العالمي. فما الذي استفادته دول الحصار من افتعال هذه الأزمة التي فرقت كيان هذه المنظومة الخليجية وتشتت شعوبها سوى أن ما اتهمت به قطر وأرادته أن يحصل لها الآن خصوصاً مع إعلان الاتحاد الأوروبي في تقريره السنوي تضمين اسم السعودية في اللائحة الخاصة بالداعمين للإرهاب والممولين له، ناهيكم عما تعيشه الإمارات من وهم البحث عن تاريخ وحضارة تمتد لملايين السنين والتي قد تضاهي في قدمها عصر الديناصورات والمجتمعات البدائية بالإضافة إلى تخطيط ولي عهدها مهندس الأزمة الخليجية وأزمات أخرى مُنيت بها المنطقة والمسلمون عموماً. بنظرة واحدة صغيرة تأكدت هذه الدول أن حصارها فشل منذ أولى الأيام التي توقعت أن تسقط قطر خلالها تحت وطأة المفاجأة التي حرصوا أن ينفذوا مخططهم الغادر ضمنها، ولكن شاء الله أن يكتب لقطر وأميرها النصر والعزة، وشاء لهم أن يتجرعوا مرارة ما أرادوه لنا ولعل الاتفاقيات العسكرية والتجارية التي أبرمتها قطر مع معظم الدول الأوروبية وأمريكا وإفريقيا وآسيا هي ما زادت الشعور بهذه المرارة التي تتجرعها اليوم خصوصاً وأن الرياض والتي أعطت أمر قيادتها لإمارة أبوظبي باتت محل عدم ثقة من كثير من الدول التي منعت بعضها تصدير السلاح لها بعد تورطها شبه المؤكد في عملية تصفية الكاتب السعودي جمال خاشقجي وحربها الدامية في اليمن وأعلن سياسيوها من ممثلي الحكومات الرسمية أن محمد بن سلمان شخص لا يعتد به في إبرام الصفقات وعقد الاتفاقيات ولا يمكن الوثوق به لكونه شخص متهور لا يزن الأمور كما ينبغي ولذا وصل الحال بالرياض من غير شماتة منا ولا تشف بينما تمضي قطر نحو تحدياتها القادمة بثبات في الوقت الذي تنتظر طاولة الحوار منا الجلوس عليها بشفافية ودون أن يملى على الدوحة ما يجب أن تقوله وتتصرف به.. نعم دون شروط أو إملاءات ولا تستعجلوا فنحن معروفون بالصبر !. ◄ فاصلة أخيرة: الحوار لا يعني بالضرورة تعليمات يجب أن تُنفذ ولكنه تبادل لرأي قد نختلف به لكنه لا يفسد للود قضية.. الود الذي كان !. [email protected]