30 أكتوبر 2025

تسجيل

فكر داخل الصندوق

07 مارس 2018

حاولت شركة محلية كسب ولاء موظفيها وزيادة التواصل بينهم بنقل تجربة شركات غربية بإزالة الحوائط بين مكاتب الموظفين ووضع جميع الموظفين والموظفات في مكاتب مفتوحة، مما أُعتبر تعديا على الخصوصية يتنافى مع أعراف المجتمع، ومع تعنت الإدارة وعدم استماعهم لشكاوى الموظفين الذين شعروا بالحرج من هذا التغيير، اضطرت بعض الموظفات للبحث عن وظائف أخرى تحفظ لهن خصوصيتهن. شركة أخرى قامت بحملة دعائية عن طريق مفاجأة زبائنها برقصات غريبة ومستهجنة في مجتمعاتنا في وسط المولات التجارية، مما أثار حفيظة المجتمع، فقامت الشركة بإيقاف الحملة الدعائية والاعتذار عنها، بالرغم أن  نفس هذه الحملة نجحت في مجتمعات أخرى. انتشرت مقولة شهيرة منذ عقود وهي "التفكير خارج الصندوق" وهي تستخدم للتفكير الإبداعي في حل المشكلات في إشارة للخروج من محيطك المعتاد ومن تعقيدات وتفاصيل المشكلة إلى العالم الخارجي الواسع المليء؛ لربما تجد ضالتك هناك. وهي بالتأكيد طريقة رائعة، ولكنها قد لا تكون ناجحة خصوصاً عندما يتمادى البعض في استنساخ الحلول المطبقة في بعض المؤسسات والدول الأخرى ومحاولة تطبيقها - ولو عنوة - في مؤسسته أو بلده. الحلول التي تنجح في أماكن ذات بيئة مختلفة عن بيئتنا وتحمل قيما قد لا تتفق مع قيمنا، في الغالب مصيرها الفشل عندما نحاول تطبيقها في مجتمعنا وبيئتنا. الكثير من المشاكل نستطيع حلها بسهولة عن طريق إبداع الحلول الناجعة من داخل المؤسسة نفسها ومن نفس البيئة، فعندما تستمع للموظفين ستجد لديهم الكثير من الاقتراحات الرائعة والمميزة النابعة من خبراتهم المتراكمة ومعرفتهم العميقة ببيئة العمل وقيم المجتمع، بدلاً من استيراد تجارب وحلول قد لا تتناسب مع قيم ومبادئ وأهداف المؤسسة والموظفين والمجتمع. هذه دعوة لأن نفكر داخل الصندوق، قبل أن نفكر خارجه.