14 سبتمبر 2025
تسجيليحتفل العالم في الثامن من مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة ، واحتفال هذا العام كما تم تحديده من الأمم المتحدة بعنوان ( المرأة في عالم العمل المتغير: تناصف الكوكب ( 50/50 ) بحلول عام 2030 . تشير الإحصاءات في قطر إلى أن مشاركة المرأة تمثل نسبة %51 في كل قطاعات الدولة ، وهذه الإحصائية توضح الدور الكبير الذي تلعبه المرأة القطرية في التنمية ، و حروفي لهذا الأسبوع هو تأكيد على إن دور المرأة كبير وهام وأساسي في تنمية وبناء وتطور المجتمع ، في نقاش مع عدد من السيدات العاملات وربات البيوت تم التطرق للكثير من المواضيع ، وأهمها التسهيلات التي تقدمها جهات العمل للموظفة الأم إن صح لنا تسميتها ، وأعني هنا النساء العاملات المرتبطات بوظيفتها الاساسية كأم في بقية يومها ، لتكون ساعات العمل لديها بين مقر عملها وبين بيتها تفوق الأثنى عشر ساعة تقريبا إن لم تكن أكثر . وعزز نقاشنا تطرقنا ايضاً لموضوع ساعات العمل بالنسبة للمرأة وأهمية إعادة تنظيم هذه الساعات حتى لا يتضارب دورها الرئيسي مع دورها في العمل والتنمية ، خاصة وإننا جميعاً على يقين بأن العامل النفسي له دور كبير في نجاحها في الحياة ، واتفق الجميع على أهمية إعطاء الأم العاملة المرونة في ساعات العمل كأن تعمل لمدة خمس ساعات بناء على ظروفها الحياتية ، أو إستحداث وظائف تناسب ودور الأم العاملة ، يذكر أحد رجال الإقتصاد في جامعة شيكاغو بأنه نجح في إقناع متخذي القرار إن الإستثمار في الأطفال الصغار يعد افضل وأهم استثمار تنفذه الدول ، في حين أن لدينا تؤثر إجازات الوضع مثلاً على تقييم الموظفة رغم عطائها وهمتها وعطائها في ذلك العمل !!! اطلعتُ مؤخراً على كتاب بعنوان '' ثمن الأمومة '' للكاتبة آن كريتندن وهو كتاب قيم يقف على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والعائلية ، وفي احد فصول هذا الكتاب تطرقت المؤلفة الى أهمية عدم تهميش دور الأم في تكوين عائلة و تربية أطفال هذا الطفل الذي سيحمل على عاتقة المشاركة في بناء المستقبل بكل جوانبة ، فالمرأة منذ طفولتها تربت على أهمية التعليم والتعلم و العمل وبناء الشخصية المسؤولة المستقلة ، وما أن تنجب طفلها الأول حتى تتأجل الكثير من طموحاتها لأن عملها وبكل إختصار لا يدعم ولايساند بل ولا يساعدها في تحقيق التوازن المطلوب بين العمل والأسرة وعليه إما أن تركز على عملها وتهمش دورها الأساسي أو أن تنسحب من دورها في التنمية والعمل وتهتم ببناء وتكوين عائلتها بناء على أولوياتها و دورها الأول ، كيف لا وبعض جهات الدولة تختصر للمرأة أيام اجازة الوضع ، و جهات أخرى لا تحتسب للمرأة الحامل الإجازات المرضية الخاصة بمتابعتها في العيادات بحجة ان هذه المواعيد لا تندرج تحت مسمى مرض!! وهنا أذكركم بإستفهام ورد على غلاف الكتاب وأدعوكم لتأمله وهو ( لماذا تعد أهم وظيفة في العالم هي الأقل قيمة حتى الآن ؟! ) ، لماذا لايتم سن قوانين وأنظمة تساند الأم العاملة خاصة وإننا في دولة بحاجة لزيادة عدد السكان و تنص رؤيتها على بناء المواطن الصالح صحياً و أخلاقياً وفكرياً ، وكيف لنا إعداد ذلك الجيل مع غياب الأم عن المنزل أو تشتتها في ظل غياب القوانين المساندة لها .