27 أكتوبر 2025

تسجيل

ميلاد بيت دعاة العالم في قطر

07 مارس 2016

حققت دولة قطر قصب السبق كعادتها في مبادراتها الخيرة باحتضان أعمال أول مؤتمر عالمي للدعاة المسلمين دعت إليه مؤسسة عيد الخيرية بمشاركة كوكبة من الدعاة في العالم الإسلامي، ناقشوا على مدار يومين في ختام الأسبوع الماضي، واقع الدعوة وتحدياتها الراهنة، وبحثوا أساليب الدعوة التي تتمثل في ترشيد طاقات الدعاة وتطويرها وتوجيهها، وكشف الشبهات وتحذير الأمة منها وتقديم دراسات علمية حول النوازل المتعلقة بالدعوة. الرسالة التي تقع على عاتق دعاة الأمة عظيمة وتحتاج إلى وعي واسع لمضامينها السامية، فالمؤتمر العالمي الأول للدعاة المسلمين في قطر انطلق من أساس صلب ووجد له الأرضية المناسبة والرعاية الكريمة، يدعمه في ذلك احتواؤه منهجا قويما يؤدي إلى بناء الأمة ووجود رؤى واضحة له بكونه منظومة دعوية تجمع دعاة العالم الملتزمين بمنهج أهل السنة والجماعة، ويتحمل وزر البناء الحضاري الديني والإنساني لأبناء الأمة، كما يمتاز بتحمله مسؤولية الرقي وتطوير الدعوة والدعاة في تنمية وتنسيق جهود الدعاة والعمل الدعوي إقليميا وعالميا. هذا المؤتمر بلا شك حدث عظيم دعت الحاجة، بل الضرورة إلى عقده، ومؤسسة عيد الخيرية مشكورة على تبني هذا الملتقى وقيامها بالإعداد له، ودعوتها نخبة ممتازة من أقطار الدنيا من العلماء والدعاة لحضوره وتبادل الرأي في شؤون الدعوة والدعاة، وتذليل الصعوبات والعقبات التي تعترض سبيلها، وللنظر في طرق ووسائل محاربة الدعوات الضالة والمذاهب الهدامة والأفكار المنحرفة، وكل ما يتعلق بشؤون الدعوة وأحوال المسلمين. يسعى المؤتمر العالمي الأول للدعاة المسلمين جديا، وفق ما أكده لنا أمينه العام الشيخ الداعية أحمد البوعينين، إلى تحقيق أفضل الأفكار الإبداعية والممارسات الدعوية وتشجيع المشاريع المتميزة، وتأكيد مبدأ الصدق والأمانة المتبادلة بين المؤتمر وبين المجتمعات الإسلامية في العالم ليكون موضع ثقة الجميع، ومن أساسيات توجهاته وضع منهج تعليمي يلتزم به، وذلك بالتطوير المستمر لتعليم أعضاء الاتحاد وشركائه، بالتعاون والتنسيق بين المؤسسات والجمعيات ذات الصلة بالعمل الدعوي إقليمياً وعالميا بما يحقق التكامل الدعوي. ما يشجع ميلاد المؤتمر العالمي للدعاة المسلمين هنا انضواؤه تحت مظلة الاتحاد العالمي للدعاة المسلمين، وهو المنظمة الإسلامية العالمية الأولى المتخصصة في تنمية الدعوة والدعاة ونشر الأمن والاستقرار في المجتمعات، فوجود مثل هذا المؤتمر الذي يديره نخبة من العلماء الثقاة في هذا الوقت الحرج للأمة هو رحمة للمسلمين، فهذا الاتحاد يعمل في أكثر من 100 دولة في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا، ويعمل في تنفيذ برامجه ومشاريعه وأنشطته في مختلف المناطق عبر أعضائه الموجودين في أغلب الدول، بالتعاون والشراكة مع مؤسسات ذات اهتمام مشترك. الاتحاد العالمي للدعاة المسلمين تأسس في نوفمبر من عام 2014م ويهدف إلى الدعوة إلى الله وإظهار كمال الشريعة الإسلامية وشموليتها والسعي في تطبيق أحكامها، كما يسعى جاهدا للإسهام في توحيد الكلمة بين الدعاة والجماعات الإسلامية على منهج أهل السنة والجماعة، وترشيد وتطوير طاقات الدعاة والأفراد والعاملين في الساحة الإسلامية لتكون أكثر فاعلية، بالإضافة إلى أهداف سامية عديدة يصعب حصرها. الأمة في حاجة إلى اتصالات دائمة في شأن الدعوة والدعاة، وفي توجيه الناس إلى الخير، ونتمنى أن يكون اجتماع الدوحة هو المنصة الآمنة التي ينطلق منها مؤتمر دعاة المسلمين في العالم وتحفيز الدعاة في كل ما من شأنه تذليل العقبات والصعوبات أمام هذه الرسالة العظيمة. وسلامتكم