البايتش.. أسماك الأمازون الضخمة

في حوض الأمازون، مع تنوعه البيولوجي الهائل ومجموعة متنوعة من الأنواع، تبرز سمكة جميلة وهادئة، رائعة وغريبة، يصل طولها إلى 3 أمتار (9.8 قدم) ووزنها حتى 250 كيلوغرامًا. هذه السمكة هي سمكة الأربيمه والتي يطلق عليها بالبيرو بالبايتش (Piache)، وتسمى أيضًا pirarucu وتنتمي إلى فصيلة Osteoglosiforme،من عائلة Arapaimidae، وتعتبر من أكبر أسماك المياه العذبة في العالم. تتمتع هذه الأسماك الضخمة ببعض السمات الفريدة، حيث تمتلك القدرة على تنفس الهواء الخارجي بالرئتين بالاضافة الى اخذ الاكسجين عن طريق الخياشيم، حيث تميل إلى العيش في مناطق بها الماء يحتوي على تركيزات ضعيفة من الأكسجين فتقوم بالخروج من الماء لفترات قصيرة لتتنفس. ليس لها أضلاع وهي سمكة لا تحتوي على دهون وهذا ما يميز خصائصها الغذائية ذات القيمة العالية. في مرحلة ما، كانت البايتشي، التي موطنها البحيرات ذات المياه الراكدة، في طور الانقراض، وقد ضمنت جهود الحفظ وإعادة التوطين أن هذه الأسماك البدائية لن تختفي في أي وقت قريب، حيث تكيفت قبل بضع سنوات مع تربيتها في الأسر، وبالتالي الحفاظ على بقائها في بيئتها الطبيعية. في بيرو، تم تنظيم صيد الأسماك من خلال المواسم المغلقة والتحكم في الصيد، في عام 2001 بدأ معهد بحوث الأمازون البيروفي العمل على تدجين وتربية سمكة البايتش ؛ وبدأت خطة تربيتها وتكاثرها في بيئة مناسبة في عام 2002، بتطبيق تقنيات جديدة، تمامًا كما هو الحال في بلدان الأمازون الأخرى، مثل البرازيل، وكولومبيا، وفنزويلا، وغيانا، وبوليفيا. نتيجة للبحث، تكيفت هذه الأنواع المذهلة مع التغذية المتوازنة، فهي نوع مهم للنظم البيئية المائية لأنها تنمو بسرعة، بينما هي من الأفضل غذائياً للبشر، وتحتل مرتبة متميزة في سلاسل القيمة بينما تشكل أحد مصادر الغذاء الأولية المطلوبة في الأسواق الوطنية والدولية على حد سواء. نظرًا لأن معهد الأبحاث في منطقة الأمازون البيروفية قد توصل لمعلومات قيمة عنها، خاصة في برامج إعادة التوطين والرعاية في الأسر، فقد تم التعرف على المزيد من جوانب التغذية والتكاثر، وحاليًا، تمتلك بروتوكول حماية وفقًا لمرحلة النمو. لحسن الحظ، حقق نموه في المزارع السمكية نتائج جيدة، وبعد عام من فترة التكاثر وصل وزنه إلى 12 كجم. هي سمكة ذات جسم ممدود، أسطواني تحميها الحرائف الكبيرة وزعانفها مستديرة صغيرة، تعتبر أفضل أسماك الأنهار، والتي يعود وجودها إلى العصر الطباشيري منذ ملايين السنين. متوسط عمرها المتوقع هو 15 إلى 20 سنة وتتكاثر من سن 5 سنوات. يمكن رؤيتهم في موطنهم "بلدان الأمازون"، وستكون تجربة لا تُنسى بسبب أصالتهم، في بيرو، نجدها في أنهار نابو، وبوتومايو، ومارانيون، وباستازا، وأوكايالي. الأمازون هي منطقة معترف بها كرئتي العالم لأنها تمتص ملايين الأطنان من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي (هذه المنطقة الهائلة مصحوبة بمواردها العظيمة من النباتات والحيوانات يرويها أكبر وأوسع نهر على هذا الكوكب: نهر الأمازون).