30 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعر والجامعة

07 فبراير 2022

لست ضد تواجد الشعر في الجامعة، لكنني ضد ألا يمتزج بطبيعتها الحراكية والتفاعلية التي يُفترض ان تبثها في شرايين المجتمع، انا مع الشعر في اروقة الجامعة اذا كان ذلك ضمن حراك طلابي مستنير، انا لست مع استضافة الجامعة لمسابقات شعرية، المسابقة ليست لها طبيعة اكاديمية ما لم تكن بين بحوث محكمة اكاديميا، دور الجامعة في الحراك الثقافي في اي مجتمع دور هام بمعنى ان الحركة الجوهرية في داخلها هي التي تدفع ثقافة المجتمع للتطور والخروج من الذات المشاركة‬ بين الجامعة ووزارة الثقافة ينبغي ان تنصب على تعظيم دور الجامعة لا مجرد عرض نشاطات وزارة الثقافة. «مسابقة شاعر الجامعات» التي أعلن عنها مؤخراً، بودّي لو ظلت الجامعات بعيدة عن الشعر، يكفي مسابقة شاعر الوطن، وشاعر الرسول، وكل نشاط نبحث له عن شاعر، الجامعة مجال للنشاط والبحث العلمي، بودّي كذلك لو ان الجامعة هي من يحقن الثقافة برهانياً لا ان تكون ضحية الثقافة بيانياً. مسابقات الشعر لن تطور الثقافة، اصبحت نمطا ثقافيا جامدا لا يحمل في داخله اية اضافة، خاصة ان اغراضه واهدافه محدودة ولا نجد بالكاد شاعراً يخاطب العقول بفكرة وجودية او كونية او يبحث في حواري المدينة عن الهامش المهمل او المنسي. لن يكون الشعر فعالاً في ثقافتنا الا إذا انتقل من كونه لسان حال الى كونه مبحث وجود. الانطلاق من انها تمتلك معنى جاهزاً خطأ تمارسه معظم اجهزة الثقافة العربية، بما فيها الجامعات، بينما المفترض ان تقوم ببناء المعنى، حيث ان الثقافة حالة ديناميكية مع تطور المجتمع، الشعر في ثقافتنا معنى جاهز، هذا ما ارفض ان تستضيفه الجامعة، لأنها ساحة حراك، كانت هناك سابقاً شكوى من تعاليها على المجتمع في ظل الادارة السابقة، واخشى اليوم ان تستبيحها ثقافة الضيافة المترسخة اجتماعياً، فهي ليست موضوعاً للضيافة، هي موضوع للقيادة. [email protected]