05 أكتوبر 2025

تسجيل

المشاهير والاحترام

07 فبراير 2021

الحقيقة لم أكن أرغب في الكتابة عن بعض هؤلاء المشهورين الذين يطلق عليهم ( البلوقرز ) من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الذين أصبحوا للأسف مشهورين ووصلوا إلى مستوى (احنا وبس اللي نفهم وننتقد ونعلن) ولكن هناك ما أثار حفيظتي لأكتب. فهؤلاء وللأسف من شدة وصولهم إلى درجة الاغترار بالنفس الذي أوصلها لهم من يتابعهم ويؤيدهم ويعرض عليهم الإعلان عن منتجاته وتجارته، أصبحوا يعتقدون بأنهم المتحدث الرسمي للشعب، وهم من يدرك الخطأ من الصواب، وهم الأبرياء والمستقيمون، ولكن للأسف تمادى البعض منهم من خلال التلفظ بكلمات تافهة وغير مهذبة تبرر ما لديهم من خلفية وثقافة، وأصبح همهم الوحيد الربح وكسب المال والحصول على الملايين ولو على حساب قناعاتهم ورؤى المجتمع، المهم يحصل على أجره في النهاية. لقد تمادوا في غيهم من خلال الحط من قدر البعض وإطلاق الأخبار غير المؤكدة والتأكيد من بعضهم بأنه يمثل الشعب القطري ويتحدث باسمه، والبعض قد يأتي بأفكار قد تتعارض مع أعراف وتقاليد البلاد. إننا لا نرفض دورهم في الترويج للمنتجات وتسويقها من خلال ثقة المتابعين بهم ولا نستكثر عليهم رزقهم من هذه المهمة، فالرزق من الله، ولكن لابد أن يدركوا أن دورهم أكبر من ذلك وخاصة أنهم ينقلون ما لديهم للمتابعين بشكل مباشر، والجميع سوف يشاهد ما يعرضونه ويسمعون الكلام الذي قد يكون للأسف خارجا عن الذوق والأدب. إن دور البلوقرز إذا أراد أن يخدم وطنه بالتوعية حول القضايا المثارة في المجتمع وفتح قنوات للتواصل ومحاولة ايجاد الحلول للكثير منها ومتابعة أحوال الناس والبحث عما يمكن أن يحلها بالإضافة إلى طرح أفكار مستقبلية للشباب وتشجيعهم على العمل الفني واليدوي الذي ابتعدوا عنه، كما أن عليهم إجراء الحوارات مع من يهمه الأمر في بعض القضايا ومعرفة آرائه حولها والأسباب التي كانت وراءها، وهذا لا يتعارض مع أهدافه في الترويج والدعاية للكثير من السلع التي أصبح التجار يفضلون (البلوقرز) على الإعلان في وسائل الإعلان. إن الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت تشد الناس إليها، وذلك لأنها تقدم الكلام المباشر من خلال الهواتف وفي أي وقت وأي مكان وسهل الوصول إليها، بمعنى أن هؤلاء البلوقرز يدخل البيوت وأماكن العمل بدون أي استئذان، ويعرض ما عنده من كلام أو بضاعة بشكل مباشر، وكأنه يتحدث إليك فقط، لذا لابد أن نكون أكثر احتراما وتقديرا لمن يتابعنا ولا نلقى الكلام جزافا ولا عبثا ولا نتعرض لأحد بالشتم والسب والغيبة ولا التعرض لأعراض الناس والحفاظ على الذوق العام في الكلام والحديث وتحرى الدقة والحذر مع كل كلمة تقال، فالكلمة التي تنشر مباشر لا تعود ولا تسترجع. فلنكن على قدر المسؤولية في القيام بهذا العمل، وأن نتقي الله عز وجل في كل ما نقول ونعرض، فإن لم تكونوا على قدر الأمانة فلا تحملوها. [email protected]