02 نوفمبر 2025
تسجيلهناك الكثير ممن لا يودون تغيير وتطوير عاداتهم والروتين الذي ألفوه، ويهابون كل جديد، أعرف أشخاصاً قد أصابهم الضجر من وظيفتهم، وسببهم الحقيقي الوحيد للبقاء هو تخوفهم من الانتقال لمكان جديد ومواجهة مشاكل وتحديات جديدة قد لا يتأقلمون معها، فهم قد تعودوا على المشاكل والمصاعب في وظيفتهم الحالية، أي من باب (امسك مجنونك لا يجيك اللي أجن منه) كما يقول المثل الشعبي، وهو بالمناسبة مثل سلبي ومحبط جداً. كذلك الأشخاص الذين لا يحبون تغيير مكان قضاء الإجازة الصيفية، أو الذين يرفضون تبني تقنيات جديدة في العمل، وحتى الذين يرفضون تجربة طعام لم يألفوه. هذا الشعور يسمى علمياً "نيوفوبيا" Neophobia، ومعناه مرض الخوف من الجديد، وهو أحد أنواع الخوف، مثله مثل الخوف من المرتفعات، أو الأماكن الضيقة، أو حتى من العناكب. وهو في النهاية مرض، يتم تشخيصه وعلاجه، ولكن بدرجات متفاوتة، فقد يكون مجرد تخوف بسيط، يحتاج الشخص لإقناع نفسه والإقدام بحذر، وقد يكون خوفا مزمنا، فتجد الشخص يتحدث عن الموضوع باستمرار ويبث شكواه لكل من يصادفه، سواء كانت له علاقة بالموضوع أو حتى شخصاً لا يعرفه. بل وقد يصل الحال لرهاب شديد، يجعل الشخص يدخل في نوبة هلع، ويسقط مغشياً عليه. ولو تعمقنا قليلاً، فسنجد أن أغلب الأسباب أوهام في عقولنا، كتلك الأوهام التي جعلت المسلمين يخافون من تبنّي تقنية الطباعة، فحرّمومها على أنفسهم لأكثر من 200 سنة بسبب تخوفهم من تحريف القرآن، مما كان سبباً في تأخرهم وتخلفهم عن ركب الحضارة وتقدم الأمم الأخرى عليهم بسبب سرعة طباعة وانتشار الكتب. تخلص من قيودك وأوهامك، فتجربة الجديد سيجعلك تنمي مهاراتك ومعارفك، وتتقدم على أقرانك ممن يعانون من النيوفوبيا.