10 سبتمبر 2025

تسجيل

الواقع الإعلامي وقضايا المسنين

07 فبراير 2017

نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن يوم الأحد الموافق 5-2-2016، الحلقة النقاشية (أمنيات كبار السن من الإعلام) وباستضافة نخبة من الإعلاميين من الإذاعة والتلفزيون والمسرح وأصحاب القلم، وبحضور الفئة المستهدفة من كبار السن، مما أثرى الحلقة النقاشية بحضور كل منهم، وربما الهدف العام منها هو معرفة مدى رضى كبار السن عن تناول الإعلام لكافة قضاياهم في هذه المرحلة العمرية، وهل الصورة التي تتناولها كل وسائل الإعلام في طرح قضاياهم تعبر عنهم في الواقع الاجتماعي، ومنها المشاهد الدرامية بصورة دائمة في المسلسلات التليفزيونية والأفلام العربية أو مقعد الفراش وتحت سقف المرض في أحد المستشفيات أو ملقى به في دار المسنين بسبب العقوق، ولو وجدت صورة إيجابية ستجد أن الثقافة السائدة بالمجتمعات العربية وجوده في المنزل مسلوبا من القرارات الأسرية ويفتقر دوره على أنه مسن وبركة البيت فقط لاغير، وعلى الوجه الآخر تمت مناقشة الإعلاميين في الدورالحقيقي الذي يقومون به في قضايا المسنين، من حيث البرامج المقدمة من جوانب معينة بدون التطرق إلى الواقع الملموس وحضور الفئة المستهدفة أو الاكتفاء بالدور الصحفي بالتغطيات للفعاليات التي تقدمها الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني والسؤال الذي طرح نفسه، هل ما يقوم به الإعلام من جهود يعبر عن واقع كبار السن في المجتمعات العربية، وخاصة في ظل الانفتاح الاقتصادي والثقافي وارتفاع مستوى الدخل للفرد، مما ساهم في تغيير سمات الفرد وأصبح أكثر قدرة على العطاء وأكثر طاقة وخبرة، وصحة أوفر، وأصبح هناك فجوة كبيرة بين ما يتناوله الإعلام من قضايا والواقع الحقيقي للمسن، ويكاد تعاني الجهات المعنية بتقديم خدمات لكبار السن سنوات من محاولة تعزيز النظرة الإيجابية وتسليط الأضواء على ثقافة المجتمع من برامج التوعية المطروحة، بأن الجهات المعنية ترفض الإيواء للمسنين وليست دارا للإيواء، ولكنها مؤسسة خدمية تقدم كل ما يطلبون من احتياجات، ورغم ذلك مازال الكثير من شرائح المجتمع بسبب الثقافة الإعلامية السائدة يرون أن الجهات المختصة بالمسنين هي دار للإيواء من عقوق الوالدين، ولذا أثمرت هذه الصالونات الثقافية بحضور الإعلامين والمسؤولين والمسنين دورا كبيرا في تغيير النظرة السائدة في تناول قضاياهم، وربما كان مطلب الكثير منهم من الإعلام هو ضرورة الاستماع لهم وإتاحة الفرصة الكافية لطرح برامج خاصة يتم فيها مشاورتهم وأخذ آرائهم بالحوار في القرارات والخدمات التي يأملون توفيرها بالشكل المطلوب والاستفادة من خبراتهم وطاقتهم، وخاصة أن الكثير منهم مازال لديه القدرة الصحية والعقلية على العطاء وعدم تهميشهم بالمجتمع، ومنها أن يتم تسميتهم ببيت الخبرة وفتح آفاق التواصل مع خبرات الدول المجاورة، ولا بد أن يكون للشركات دور كبير في المسؤولية الاجتماعية لقضايا كبارالسن، ومنها أضاف الإعلاميون: لا بد أن يفرض كبار السن وجودهم على الإعلام وطرح قضاياهم وتعلم الإعلام الاجتماعي ووسائل التواصل الجديدة وأصبحت فرصة أكبر لإبداء الرأي وطرح قضاياهم بأنفسهم، وغيرها من الآراء التي تم عرضها، ولذا نأمل مزيدا من اللقاءات الثقافية الناجحة التي تساهم في طرح مواضيع تخدم الفئات المستهدفة بشكل ملموس وواقعي.