11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تصريحات هامة وربما مثيرة، تلك التي أدلى بها نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام لتنظيمها الدولي، إبراهيم منير لوكالة قدس برس في الرابع من هذا الشهر، والتي طالب فيها الأمم المتحدة برعاية مبادرة للوصول إلى حل في الأزمة السياسية بمصر، بين النظام الحالي والمعارضة ومن ضمنها جماعة الإخوان.هذه التصريحات تثير عددا من التساؤلات:الأول.. هل هذه هي رؤية الجماعة ككل بشأن قبول فكرة التفاوض السياسي مع النظام الذي يمثله السيسي أم أنها رؤية الطرف الذي ينتمي إليه منير والقائم بأعمال المرشد والدكتور محمود حسين في ظل وجود طرف آخر داخل الجماعة على خلاف معه" طرف عضو مكتب الإرشاد محمد كمال، ومكتب الأزمة في الخارج.. أم هي مبادرة أو اقتراح من الرجل يحتاج لدراسة داخل المؤسسة واتخاذ قرار بشأنها ؟السؤال الثاني.. هو الموقف من الثورة والانقلاب، لأن فكرة الثورة والانقلاب قائمة على إقصاء الآخر سواء أكان هذا الآخر حكما مدنيا ديمقراطيا يتم الإطاحة به عبر الانقلاب، أو كان نظاما عسكريا مستبدا تتم الإطاحة به عبر الثورة. أما فكرة التفاوض السياسي، فهي قائمة على التوصل لتفاهمات سياسية وفق مبدأ الكل فائز WIN-WIN، واعتراف كل طرف بالآخر.. فهل هذا مطروح الآن داخل الإخوان أولا، ثم داخل باقي الصف الثوري الرافض للسيسي ثانيا، لا سيما وأنه "أي الصف الثوري" جزء أصيل بحسب المبادرة في أي عملية تسوية سياسية.. وفي المقابل فإن السيسي بات طرفا أصيلا في هذه العملية باعتباره رأس النظام، فضلا عن كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة وفق الدستور بغض النظر عن كونه جاء بانقلاب أم لا؟ ناهيك عن الاعتراف الدولي به. السؤال الثالث.. خاص بتوقيت التفاوض وأجندته والنقاط التي يستند عليها الطرف الرافض للانقلاب قبل خوض عملية التفاوض.فالوضع الراهن للإخوان في حالة تراجع سواء على صعيد التنظيم الذي بات يعاني من خلافات واضحة بين طرفين، ناهيك عن الوضع الميداني وتراجع أعداد المشاركين في المظاهرات بسبب القبضة الأمنية، فضلا عن انشغالات القوى الداعمة إقليميا بملفات أخرى داخلية أو إقليمية.. ومعنى هذا أن موقفهم التفاوضي في أضعف حالاته. وبالتالي ستكون المفاوضات بمثابة "إذعان" للسيسي. وإلا فقبل الخوض في فكرة التفاوض لابد من تعزيز موقفهم، والخطوة الأولى في ذلك توحدهم بداية، ثم تحقيق الاصطفاف مع شركاء الثورة ثانيا ووضع أجندة تفاوضية ذات أولويات محددة تتضمن الثوابت التي لايمكن التنازل عنها، والبنود الأخرى القابلة للتفاوض NEGOTIANABLE .. السؤال الرابع.. يتعلق بإشكالية مرسي والسيسي. فهل قبول التفاوض السياسي معناه التخلي عن الرئيس المعزول، لا سيما أن الطرف الرافض للانقلاب لا يملك أية وسيلة ضغط حقيقية في الداخل أو الخارج لاستبعاد السيسي من التفاوض، ناهيك عن استبعاده من الرئاسة. أما السؤال الخامس.. فهو المتعلق بالأمم المتحدة ذاتها، وهل تتوافر فيها صفة النزاهة والحيادية فيما يتعلق بالأزمة المصرية،لا سيما وأنها لم يصدر منها أي إدانة صريحة للانقلاب، ونفس الحال بالنسبة لمجلس الأمن. بل هناك اعتراف دولي بالسيسي الذي شارك مرتين في اجتماعات الجمعية العامة، فضلا عن تبوؤ مصر مقعدا غير دائم في مجلس الأمن في دورته الجديدة.. وهل موقف الأمم المتحدة المائع وغير النزيه الآن بخصوص الأزمة في سوريا وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مماراسات بشار وموسكو، فضلا عن موقفها في ليبيا... يطمئن بشأن حيادها وإمكان الركون إليها كوسيط ؟وفي المقابل، هل الأمم المتحدة مهتمة أساسا بالأوضاع في مصر، وأن عليها التدخل من تلقاء نفسها لمنع تفاقمها وتهديد السلم والأمن الدوليين؟.. أغلب الظن أن هذا غير متحقق، لانشغالها بملفات أكثر سخونة من ناحية، ولإدراكها بأن الإخوان – على الأقل خلال الفترة الراهنة-لا يشكلون تهديدا حقيقيا للسيسي من ناحية ثانية.