17 سبتمبر 2025

تسجيل

القمة الإسلامية والتحديات الجديدة

07 فبراير 2013

تنعقد هذين اليومين بقاهرة المعز القمة الإسلامية الثانية عشرة تحت شعار (العالم الإسلامي: تحديات جديدة وفرص متنامية) وذلك وسط حالة من التوتر الأمني بسبب الاحتجاجات وأعمال العنف التي تشهدها القاهرة، وفي ظل ظروف استثنائية وتحولات وثورات وأجواء عدم استقرار في المنطقة بسبب سقوط بعض الأنظمة الاستبدادية وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية لأنظمة ديمقراطية، وبحضور قادة ورؤساء حكومات وممثلين عن 56 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية المختلفة. وتنبع أهمية القمة الإسلامية من كونها تنعقد هذه المرة في إحدى دول الربيع العربي التي استطاع شعبها أن يثور ضد نظام حكَم البلاد على مدى ثلاثين عاماً من خلال القمع والاستبداد، كما أنها تنعقد كذلك في ظل وجود تحديات كبيرة كالاستيطان الإسرائيلي والقضية الفلسطينية بعد الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة كـ "دولة بصفة مراقب". كذلك تنعقد في وقت يشهد تطورات للأزمة السورية، وقضية الصراع في مالي وملفات الصومال وأفغانستان والسودان والأوضاع في جامو وكشمير. وتواجه القمة الإسلامية في القاهرة تحديات عديدة من بينها سبل مكافحة ازدراء الأديان وما يسمى (بالإسلاموفوبيا)، وكذلك جهود مكافحة الفقر والمرض والجهل في العالم الإسلامي وعدد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولكننا نظل في كل مرة تنعقد فيها القمة الإسلامية، نطرح نفس السؤال: ماذا نريد من هذه القمة التي تمثل أكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين في أنحاء العالم، والتي تنعقد في ظروف بالغة التعقيد والحرج والخطر؟ نحن كشعوب إسلامية نريد أمة إسلامية قوية مترابطة مع بعضها البعض ومتكاملة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أمة يحتاج بعض قادتها لإجراء المزيد من الإصلاحات على أنظمة دولهم لصالح شعوبهم، ليس فقط من الناحية السياسية ولكن أيضا من الناحية الاقتصادية بهدف استئصال الفساد واجتثاث المفسدين. نريد كرامة إنسانية تحفظ حقوق الإنسان وليس أنظمة تستبد وتقمع وتسحل مواطنين أمام أنظار العالم، نريد أن نحفظ للإنسان حقوقه بوجود دساتير ديمقراطية ونظام قانوني وقضائي ينشر العدل الذي ارتضاه الله لنا، العدل الذي لم تخالطه أهواء السياسة والسلطة وإنما نظام العدل المطلق الذي نشره رسول الإنسانية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. نريد أمة تنتشر فيها حرية الرأي والتعبير الحقيقية التي شرعها لنا الإسلام في ظل نظام حكم الواحد الأحد القادر على أن يزيل كل حكم متسلط، وتلتزم بأسلوب الحوار القائم على الحكمة والموعظة الحسنة في إطار من السماحة الفكرية وسعة الصدر. نريد نشر قيم التسامح والتواصل والترابط بين جميع الطوائف والمجتمعات والأقليات غير المسلمة في الدول العربية والإسلامية. نريد أمة خالية من الطائفية، ذلك الداء العضال الذي بدأ يستشري في بدن الأمة الإسلامية، أمة بعيدة عن أي خلافات - سياسية كانت أو فكرية أو مذهبية - تسيل دماء أبناء الأمة الواحدة وتفرقهم وتنشر الحروب الأهلية بينهم. تعوّل الشعوب الإسلامية كثيراً على هذه القمة في وجود زعماء الأمة الذين يجتمعون الآن حول طاولة التفاكر والتحاور، علهم ينجحون في التوصل لإيجاد مخرج لقضايا الأمة الإسلامية، على الأقل العاجلة والملحة منها، فقضايا العالم الإسلامي أكبر وأكثر تعقيداً من أن تحل في مجرد أيام معدودة يذهب جلها في الكلمات والخطب.