15 سبتمبر 2025

تسجيل

وتحققت أمنيته

07 يناير 2021

•بما أننا بشر فالخلافات موجودة، والزعل موجود وأشكاله متنوعة، تبدأ مشاعر الغيرة والخلافات منذ الطفولة وقبل إدراك معنى الاختلاف والابتعاد، وعودة العلاقات بدون فتح ملفات وعتاب ودون وساطة وتعقيدات. •وهناك أرواح لا تقبل العودة، ولا تعترف أو تدرك معنى العفو والتسامح وفكرة فتح صفحة جديدة بيضاء ناصعة لتفتح المجال لتدوين الحب والخير والسلام والصفو، وما يخدم العلاقات ومصلحة الأطراف، ولا تقبل وتوافق بروح صادقة أن تجلس على طاولة حوار لتتحاور. • مع ما كان وتحقق بالأمس القريب.. بعد سنوات ثلاث ونصف السنة من حصار وما تبعه.. يتراءى لنا جميعاً وجهه وابتسامته، وصدق نبض ووجع قلبه آنذاك في لم الشمل، وتحقيق المصالحة، وسفره لهنا ويغادر لهناك.. ويسافر ساعات طوال لهناك بهدف يسكن روحه وفكره لإعادة فتح البيت العود الخليجي.. أمير الإنسانية المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله. •كان يحمل همّ البيت الخليجي في نبرة صوته ونظرة عينيه من نظرة قائد دبلوماسي، ونظرة أب، ونظرة مستقبلية يرى خلالها بخبرته ما لا يراه غيره.. من صور وأحداث.. لتتحقق أمنيته.. •وكانت المصالحة.. وكانت لحظة الاستقبال والترحيب والعناق.. بين سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.. لحظة من الزمن والتاريخ اختلفت فيها المشاعر وتداخلت، رغم ما تحمله من معانٍ.. ورؤية قيادة ترى في دهاليز السياسة وخلف الستار والكواليس ما لا تراه الشعوب وتدركه، إلا أن شريط سنوات يفرض نفسه ولا يمكن لصور حديثة وتغريدات وتصريحات أن تمارس القدرة على مسح سنوات محفوظة بذاكرة وطن وشعب وبلحظة ندعو لنسيانها، وهذا أمر طبيعي لا يختلف عليه اثنان، فبقدر مشاعر الفرح الممزوجة بالخوف الانساني الطبيعي والحذر في تحرك وسفر وفي رسم سياسة علاقات كدولة، فإننا أمام حقيقة وواقع يغلب عليه الفرح. •تقع الخلافات على مستوى الأفراد والعائلة الواحدة، وعلى مستوى علاقات الأخوة وعلاقات الصداقة.. وعند لحظة الخلاف تتراءى للإنسان كل الصور السلبية التي يتفنن الشيطان في استحضارها ورسمها وتلوينها وتزيينها وتكبير عيوبها وشخوصها..! •وعند لحظة حل الخلاف والتسامح أو السعي للنسيان؛ تختلف العقول والقلوب في تقبلها أو صدها.. بين قلوب حاقدة لا يمكن لها أن تسامح، أو أن تمنح وقتا للجلوس والحوار وغسل القلوب مما ران وعلق عليها من صور مزعجة وخلاف، تحولت لحقد يرفض معه أحد الطرفين أو كلاهما التنازل والتسامح..! •وبين قلوب كبيرة ورحبة ومسامحة لا تحمل حقداً ولا كرهاً ولا تعرف نوعه وطبيعته وشعوره، تجدها تبادر بقلب طفل وقلب أبيض وتبتسم وتسامح وتنسى أو تتناسى وتتغافل عما كان لأجل المصلحة العامة. •وبين قلوب وعقول تتخذ قرار المسامحة وفتح صفحات أو صفحة جديدة للعلاقات، ولكنها تمسك القلم لتدون معه مسار العلاقة ورسم حدودها بحبر لا يمكن محوه أو إزالته بسهولة وبحذر. •عندما نرى الخلاف والأمور وسوء الفهم والضبابية كبشر وعلاقات إنسانية فإنها تؤلم، وتسعى معها العقول الحكيمة للصلح. وعندما نرى وندرك ونقرأ عمق العلاقات التاريخية، وعمق الجذور الممتدة في عمق الأرواح والقلوب والعلاقات الانسانية، ترى العقول الحكيمة رؤية شاملة ورؤية مستقبلية رغم ما أزعج البصر والروح ولا ينكره أحد ولا ينساه بشر. •آخر جرة قلم: جميل ومهم جداً في العلاقات بأنواعها؛ أن تكون صاحب مبدأ، المبادئ لا تتجزأ ولا تتقادم ولا تنسى، صاحب المبدأ هو على حق حتى وإن تكالبت عليه الأمم. والعلاقات المتينة المبنية على صلات دم وقربى وتاريخ مشترك وعلاقات مشتركة، أو حتى تلك العلاقات التي تكونت بمواثيق دولية.. تشوبها خلافات واختلافات، ولكن العلاقات الصادقة تبقى مستمرة كالنهر الجاري رقراقة ومنسابة ؛ حتى وإن اعترضها عارض وعائق وحجر وعقبات؛ تستمر وتنساب وتجري وتبقى.. فالأصل هو الذي يبقى ويستمر لتعود. [email protected] ‏Tw:@salwaalmulla