18 أكتوبر 2025

تسجيل

الأسرة إلى أين؟!

07 يناير 2019

اليوم أوجه كلامي للأسرة التي هي أساس المجتمع، الأسرة التي عليها تقع مسؤولية كبيرة تبدأ من كتابة عقد الزواج بين الرجل والمرأة، العقد المقدس الذي سينتج عنه تكوين جيل سيكون نواة لعدة أسر أخرى. الأسرة كانت في السابق تقود وتربي الأبناء فتنشأ الفتاة على ما تراه من سلوكيات وتصرفات والدتها وتتعلم منها منذ صغرها المبادئ والأخلاقيات الجميلة والتصرفات الجيدة والتي كنّا نسميها (السنع ) ولا تخرج الفتاة عن طوع والدتها وهي ما بين كتبها المدرسية ومساعدتها لوالدتها في شؤون البيت وأداء فرائض دينها، والولد مع والده يرافقه أينما ذهب منذ أن يبدأ الوعي عنده في المسجد، في المجلس، في السوق، في النادي الرياضي بالاضافة الى مدرسته وتحمله مسؤولية نفسه الأب والأم نظراتهما إلى الأبناء تعني الكثير وتعلم الأكثر، لم تحتج الأم أن تطلب من ابنتها مغادرة الغرفة وهي مع ضيوفها ولكن نظرة والدتها إلى البنت تفهم ما تريده وكذلك الحال مع الولد. الاحترام والتقدير سمتان ملحوظتان في البيت لا تستوجبان التعليم، فالكبير يحترم الصغير قبل أن يتعلم الأبناء ذلك من كتاب (التربية الاجتماعية) تقليد الطفل لوالديه عند الصلاة بداية لتعلمها والمداومة عليها وإدراك أهميتها.. لا خروج بلا هدف للشاب من البيت ولا الفتاة التي لا تخرج إلا لزيارة أهلها وأقاربها بمرافقة والدتها، هناك الكثير من الأمور يتعلمها الأبناء من الأهل كون هؤلاء موجودين معهم في البيت بشكل شبه دائم، الكل يتجمع على سفرة واحدة، الكل يتحدث عن ما حدث له في يومه، لا يقوم أحدهم الا وقد علم ما لدى غيره.. ولننظر إلى حال الأسرة الآن كيف أصبحت - ولا أعني كل الأسر ولكن البعض الذي غفا عن مسؤوليته وتركها للغير، بل إنه قد يكون قد نسيها تماما وغابت عن ذاكرته وكأن من حوله لا علاقة له بهم من قريب ولا بعيد الا بما ينفقه عليهم من مال ظن أنه كاف لهم !!! هذه الأسرة الآن لا تدري عن أطفالها الا بسؤال المربيات والخدم عنهم بالهاتف والتعرف على احتياجاتهم المادية ونست أو تناست أنهم يحتاجون إلى أكثر وأهم من المال والرعاية من الغير، إنهم بحاجة إلى الحنان والدفء العائلي ومن ثم الاهتمام والإشراف والجلوس معهم لاقتباس المبادئ والأخلاقيات المطلوبة وتعلم عاداتنا وتقاليدنا المستمدة من الدين الحنيف و(السنع ) منها. بعض أبناء اليوم أصبحوا رواد المقاهي والكافيهات و(النايت ماركت) والتهافت على شراء أحدث السيارات والتسابق بها والتطعيس والملابس والماركات والتسكع في المجمعات والأسواق لشراء اللازم وغير اللازم المهم أن ينفقوا ما عندهم، وهؤلاء للأسف الشديد والمؤلم على النفس أنهم سهوا عن ذكر الله وأصبحت لا تعني الصلاة شيئا عندهم وهي الفرق بين المؤمن والكافر، وإن أدوها فإنها تكون (كنقر الديكة) لا خشوع ولا أداء صحيح، فشبابنا لا يصلي ولا فتياتنا،غلبتهم شهوة الدنيا وزينتها ونسوا أمر الله عز وجل، والأهل في غفلة عن هذا، لا يحاول أحد منهم تنبيه هؤلاء الأبناء ولا إرشادهم إلى الطريق السليم، فالكل لاه وسارح في ملكوته الخاص يسير على هواه، نسى دينه وخلقه واتبع دنياه، ولا نجني نحن الآباء والأمهات الا الحسرة والقهر عندما نفقد أحد فلذات أكبادنا ونعض أصابعنا ندما على ما فرطنا، ونحاول أحيانا أن نصلحهم بالزواج وتكوين أسرة ونكون للأسف نكون أسرة أخرى تسير مسيرتنا من إهمال ولا مبالاة، قد تنهار هذه الأسرة قبل أن تتكون بالطلاق من الخلافات وتباين الآراء. إننا بحاجة إلى وعي كامل وتوعية لشبابنا وفتياتنا لأهمية الأسرة في المجتمع بشكل مكثف من خلال مناهجنا الدراسية ووسائلنا الإعلامية وتواصلنا الاجتماعي ومساجدنا حتى نحاول أن نكون أسرا قادرة على مسؤولية البناء لا الهدم.