23 سبتمبر 2025
تسجيلحين تمت المصالحة بين قطر ودول مجلس التعاون وعودة السفراء بعد مقاطعة استمرت نحو تسعة أشهر في قمة الرياض في نوفمبر 2014 لتنطوي معها صفحة من التوترات والمشاحنات، والترويج الإعلامي الذي ساعد على تأجيج الفتن بين دول مجلس التعاون، وتأصيل الخلاف، وتجاوز الخطوط الحمراء في التطاول على الرموز القيادية في قطر، ومحارمها، كتبت مقالا في جريدة «الراية» بعنوان «مساع مباركة تلجم طموح المغرضين» بتاريخ 23/11/2014 م لتوجيه المسؤولين في جميع وزارات الدولة بضرورة عدم استضافة من أساءوا لدولة قطر، ومن تطاول على رموزها بالازدراء والاستهزاء وعدم توجيه الدعوات لهم بحضور المؤتمرات والفعاليات والمناشط والمشاركة في تفعيلها وفِي أي مجال، ووضعهم في القائمة السوداء، وعدم السماح لهم بالدخول للدولة أيا كانت الأسباب وأيا كانت جنسياتهم وأوطانهم، ولأن الشيء بالشيء يذكر، والبوصلة الزمنية تعيد لنا ما حدث بالأمس هو ما يحدث اليوم، فالعقول العقيمة المحاطة بفكر وسياسة أنظمتها تبقى محلك سر، ينطبق عليهم قوله تعالى: (وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ) …. فمع بداية الحصار الرباعي الجائر برزت شخصيات سياسية وإعلامية وفنية ودعوية من الدول الأربع جنّدت فكرها في الهجوم على دولة قطر والتطاول على رموزها بالتعليق والكذب وقلب الحقائق والسخرية، وغيرها من السلوكيات اللفظية لا تخفي عن الجميع وبكلمات مبتذلة لا تخلو جميعها من قلة الحياء والأدب والذوق يدفعها التفاعل والتآزر مع أنظمتها التي وضعتهم في قوقعة من التعتيم الاعلامي، ورفعت فقط شعار«قطر إرهابية» ليتخذها هؤلاء منحى لمنهجهم الهجومي على دولة قطر بمختلف القنوات والوسائط، بلا وعي واطلاع بالحقائق والأهداف، مسخت عقولهم عن الحق واتبعوا الباطل، دون إدراك أن الباطل كان زهوقا، شخصيات مع الأسف، وضعتهم دولة قطر في قائمة التقدير فضلتهم على أبنائها تكريما لدولهم ولإنتاجهم في الدعوة للمشاركة في المناشط والمناسبات والفعاليات، الاعلامية والفنية والمؤتمرات التي كانت تقام على أرضها وغيرها، هذه هي قطر احتضنتهم وأغدقت عليهم بكرمها، ووجهت مواطنيها وإعلامها بعدم الاساءة لرموز دول الخليج والانجراف وراء ما يتم ترويجه من دول الحصار، ومازالت الحضن الدافئ لأبناء دول الحصار الأربع المقيمين على أرضها، ارتقت عن كل الخزعبلات السياسية وتناست أسلوب أنظمتها العقيم والظالم مع أبناء قطر ومع المتعاطفين معهم، لم تطرد أحدا من مقرات العمل من المدارس ومن الجامعات ومن المرضى، لم تسحب الجنسية القطرية من أحد، بل تعاملت معهم باحترام كما كان قبل الحصار، ما أقوله ليس من باب المفاضلة والمعايرة بل لتذكير السفهاء والمضللين من الكتاب والمغردين والشعراء والمطربين والسياسيين والمفكرين والدعاة، الذي شمروا عن ساعدهم وأناخوا بفكرهم واتبعوا أهواء أنظمتهم عدوانا وحقدا على دولة قطر وأميرها فساروا بركابهم نحو الضلال والإساءة لقطر ولشعبها، وهم لا يدركون بأنهم يسيئون لثقافة وأخلاقيات دولهم ولذاتهم، هؤلاء لا يختلفون في تصرفاتهم ومواقفهم عن المشركين من قريش الذين كذبوا بآيات الله واتبعوا أهواء أنفسهم من التكذيب وذكرهم في كتابه (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) وقوله تعالى: (بَلْ اِتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّه وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ)…. طفح الكيل وبلغ السيل الزبى سبعة شهور من الحصار، ومن التلفيق والتدليس والكذب والبهتان كافية في تغيير المسار في كيفية التعامل مع أمثال هؤلاء الذين استخدموا السياط الإعلامية ضد قطر وأساءوا إليها وحفزوا شعوب دولهم على العداء وإثارة الفتن بستار مبطن من أنظمتهم، وتحّولوا إلى أبواق سياسية لحكامهم بعد الفشل العسكري والاقتصادي، لا يغيب عنا أسماء البعض منهم وعلى سبيل الحصر كالداعية المجنس وسيم يوسف، الذي أصدر فتاوى تدعو للشقاق واثارة الفتن والاساءة لدولة قطر وعلي جمعه وعمرو خالد والسديس وغيرهم الذين تدنوا بمستواهم في لغة الحوار الى الاساءة لدولة قطر، ومن سار على نهجهم من السياسيين الذي تعّروا من لباسهم السياسّي دون احترام واتجهوا في ركب الجهلاء والعوام مستخدمين لغتهم وتهديداتهم، كتركي الشيخ وتصريحاته الأخيرة ضد قطر وحمد المزروعي المجنّد بتغريداته السيئة، ومثله سعود القحطاني، وسقطة الأغاني المبتذلة المسيئة لقطر كرابح صقر، وحسين الجسمي، ومحمد عبده وراشد الماجد، وعائض المنهالي وغيرهم، والكثير من الكتاب وأصحاب الرأي الذين استضافتهم قطر لحضور الندوات والمؤتمرات، كعبد الرحمن الراشد في مقالاته، يجب تحديد أسمائهم ووضعها في لائحة الممانعة من الدخول الى دولة قطر وحرمانهم من المشاركة في الدعوات والفعاليات باختلاف مجالاتها، قطر لا بد ان تستفيد من الدرس وان تنظر الى من أساء لها بمنظار المقاطعة بكل جدّية حتى بعد الانتهاء من الحصار، فلا نترك الإناء ينضح بما فيه من سموم ونقول عفا الله عما سلف، إنما لا بد من اجتثاث هذه السموم وإبعادها والابتعاد عنها، وحتى على المستوى المجتمعي لا بد من إغلاق بوابات التعامل مع أي شخصية أساءت لدولة قطر خاصة في المجالين الفني والتجاري فالحصار مهما طال أمده فلابد أن ينتهي، فكل شيء خلقه الله بقدر، ويسير بأمره لعلنا نفيق من سباتنا ونعود إلى وعينا وتقييم أنفسنا نحو الصواب وكما قال: أبوالقاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة. فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليل أن ينْجَلي...... ولابُد للقيد أن ينكسر