11 سبتمبر 2025

تسجيل

حديث جانبي

07 يناير 2016

في زيارة لاحدى الجهات الحكومية في الدولة استقبلتني احدى الموظفات القطريات النشطات أفضل استقبال وخلال فترة الانتظار اخبرتني انها حديثة التخرج.. فاستفسرت منها عن التخصص قالت "لغة عربية" ولماذا تمتهنين هذه المهنة التي لا صلة لها بتخصصك؟ قالت هذا ما عرض علي؟! وبعد جرعة ثقافية واستطلاعية سريعة حول اهمية تخصصها ومجالات العمل المناسبة وبانه لا يقل أهمية عن اي تخصص آخر وها هو العالم يخصص ويحتفل بيوم للغة العربية.. اتسع أفقها والبحيرة التي وضعت فيها أصبحت محيطاً؟! انها يا سادة مسألة ثقافة وتوجيه وهذا ما نفتقده هنا؟! فليس من المهم أن نتعلم ولكن الوعي لا يقل أهمية وهذا ما تصنعه الثقافة! كلي أسف على كل تلك الجهود التي تقوم بها الدولة والجامعات لبناء الانسان ليساهم في بناء وطنه ومستقبله ولكننا كمسؤولين ضيعنا الامانة وفي هذا أمر جلل!! ماذا يعني أن يتخرج الانسان في الجامعات بتخصص ثم يضيع في ردهات الحياة؟ قطر بطموح قادتها ومساهماتهم المباشرة تريد من خلال ابنائها اللحاق بالركب العالمي علميا واحترافيا ولكن بهذا الاسلوب وهذه الروح لن نصل لأن المسؤولين يبنون بيد ويهدّمون بالأخرى؟ حري بوزارة التنمية الادارية بصفة خاصة كونها المسؤولة الاهتمام بهذا الجانب وان تمحص الشهادات وان ترسلها الى المكان (الصح) وان تدافع عن الموظف بشراسة واصرار وعلى توظيفه في مجال التخصص واقل من ذلك تكون خيانة وخذلانا للوطن وقادته. وأصلاً الى متى هذا التخبط والعشوائية؟! فالقضية ليست توظيفا، وانما اين التوظيف؟!ولهذا السبب حولت ادارة التنمية الى وزارة أليس كذلك؟ وعلى الخريجين الجدد الاصرار على العمل في مجال التخصص ولا تنازل.. وإلاّ لِمَ تَعب السنين؟ علما بأن قطر لا تزال محتاجة.الأمانة ثم الأمانة.. ولنتذكر قول الرسول الكريم الذي لا ينطق على الهوى ((كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ)) فيا أيها المسؤولون: عيال قطر كلهم عيالكم وبناتكم وأمانة في اعناقكم فلا تضيعوهم فيضيع الوطن ونزداد فوقها أثما؟!فعلينا آباء ومسؤولين تثقيف وتوجيه ابنائنا فهم قرة أعيننا وعين الوطن.