19 سبتمبر 2025
تسجيلالنفس البشرية تواقة للجمال سيما الأصيل في مورده وموعده، نضرة الخضرة من حولنا وقد حوتها طبيعة تأسر النظر وتخاطب الوجدان، صنعتها يد الابداع الالهي، باتقان وروعة تثير قريحة الشاعر والفنان. وقد انعم الله علينا في هذه البلاد الطيبة بسقيا الغيث المنهمر فارتوت الارض واغتسلت، ثم تلتها تباشير الربيع الزاهية فما لبثت ان اينعت روضاتها وتفتحت ازهارها وتناغمت في لوحة بديعة الجمال، زاهية الدلال، تتضوع ازاهيرها الفواحة عطرا ينشر اريجه في جنباتها وتتماهى خضرتها الزاهية لتعانق نبتها المعطار. أنعم بهذا الحلي الموشى وقد جاء نتاجا للوسمي وما يحمله من بشائر الخيرات والبركات. هكذا تبدو بيئتنا البرية نابضة في حياتها الفطرية (بالفاء) في ربوعنا القطرية (بالقاف ). وقد ازدانت الأجواء للاستجمام والتخييم واقتناص اوقات تبعث على راحة النفس وصفاء الذهن وهدوء الأعصاب. البيئة والنظافة جزءان متلازمان من ثقافة المجتمع الواعي المتحضر والمقدر لقيم الجمال ونعم الكريم المنان، انها قضية ذات مساس مؤثر في سلامة وصحة الأرض ونباتها وكائناتها الحية وعلى رأسها الانسان المسؤول عن حماية البيئة وعمارة الأرض.ان بناء ثقافة بيئية ينشأ من الاسرة داخل المنزل ومنه الى الحي، فالمدينة حتى يعم ارجاء الوطن. الرقابة تنبع من ذواتنا قبل ان نبحث عنها خارجها، لكن استمرار حالة العدوان على الروض والنباتات والاستهتار الواضح بالقاء المخلفات على منابت العشب وشجيرات البرية العذراء، في محيط الروض وما حولها، وما يقدم عليه عدد من الشباب العابثين المخربين من جرم شنيع وهم يستبيحون الروض ويقطعون اوصالها بسياراتهم فيئدون اعشابا غضة، ويطمسون معالم نبت الربيع، وآخرون ينبشون الأرض لاستخراج (الفقع) الكمأ قبل اكتمال نموه ولو صبروا عليه لتكاثر ونما حجما وجودة بما عرف عن الفقع القطري من تميز في النكهة والقيمة الغذائية. ممارسات تخلو من واجب المسؤولية عن حماية البيئة وسلامتها ومكافحة التصحر ولاشك ان ذلك يؤذينا ويشوه جمال بيئتنا ويسهم في انتشار الأوبئة وافساد التربة، ونحن مأمورون شرعا بشكر النعم بالمحافظة عليها ورعايتها وتسخيرها في تحقيق مراد الله في الكون، اما التعدي على البيئة وافسادها فانه جحود للنعمة موجب للنقمة ؛ بسلب النعم والتعرض لسخط الجبار وشديد انتقامه والعياذ بالله. وما تقدم ينسحب على الحدائق العامة والطرقات والمتنزهات والمرافق العامة وما تحدثه آلات ومعدات المشاريع من تعد خطير على الحياة الفطرية واتلاف النباتات والأعشاب.ان تكثيف حملات الرقابة وتغليظ الغرامات الرادعة ونشر الوعي البيئي بدرجة اكبر واشمل سوف يعمل على ردع المخالفين ومنع المستهترين بنظافة البيئة وسلامتها والتصدي الفعال لكل اشكال العدوان على بيئتنا الجميلة لتبقى جميلة أصيلة، وجمال بيئتنا مسؤوليتنا، لنكون جديرين بالاستمتاع بها والاستفادة من عناصرها الفريدة القيمة.