11 سبتمبر 2025

تسجيل

لوثة تطرّف أم مواجهة مع الإسلام؟!

07 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هل سمعتم عن حزب بريطانيا المستقلة أو حزب الفنلنديين الحقيقي أو الحزب الديمقراطي السويدي؟!هل سمعتم عن حزب الشعب الدانمركي أو حزب الفجر الذهبي النازي اليوناني، أو حزب الحرية اليميني النمساوي، أو حزب العدالة الليتواني، أو حزب كاي أن بي البولندي؟!هي مجموعة أحزاب يمينية قومية متطرفة، نمت في الاتحاد الأوروبي، بل باتت تمثل نسبا لا يستهان بها في البرلمان الأوروبي.بالتأكيد لن أتحدث عن الإسلاموفوبيا التي تجتاح أمريكا والدول الأوروبية، لكني سأنتقل بين بعض المشاهد التي تشرح واقع الحال بنفسها.لعلكم تذكرون ما حدث في العام 2005 من أزمة الرسوم المسيئة التي اجتاحت أوروبا، ومازالت تداعياتها مستمرة إلى اليوم.في ذلك العام بدأت الحكاية في صحيفة "يلاندس بوستن" الدنمركية، ثم في صحيفة أخرى نرويجية، ثم انتقلت إلى مجموعة من الصحف الفرنسية ومن ضمنها صحيفة "فرانس سوار" التي أقيل رئيس تحريرها بسبب تعمّده الإساءة إلى الأديان، كما انتقلت العدوى لصحف أخرى إسبانية وإيطالية وسويسرية وهولندية وسويدية، في موجة من العداء والتحريض لا يمكن أن تجدها ضد السامية هناك مثلا.ما حدث خلال تلك الفترة، كان يهيئ الأرضية لموعد مواجهة منتظرة بين الغرب والوافدين الجدد.هل تابعتم ما حدث في السويد من ثلاثة اعتداءات على المساجد في غضون أسبوع، في بلد كانت تشتهر بالتسامح؟!ما حدث في السويد حدث في بلدان أوروبية أخرى، وكان يحمل ذات الرسالة في الكراهية والانتقام والتعصب.ما سبق كان انفلاتا سلوكيا، لكن بالتأكيد هناك ما هو أكبر منه.هناك تفاصيل مشهد سياسي معقد، يحمل الكثير من الإرهاصات والتخوفات التي على الجاليات الإسلامية في الغرب، قراءتها بصورة حصيفة وعميقة، تخفف قدر المستطاع من آثارها المحتملة."ماريان لوبان" زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الفرنسي، باتت لا تترك شاردة وواردة في خطاباتها، إلا وأعلنت خلالها عداءها المستفحل ضد الدين الإسلامي والمهاجرين المسلمين في فرنسا!هي نفسها التي صرحت قبل عامين تقريبا بأنه ليس من العار محاربة أسلمة فرنسا، وأن الحرب ضد الدين الإسلامي لابد وأن تستمر ولا تتوقف أبدا.هي نفسها التي دعت لحظر ارتداء الحجاب الإسلامي بالأماكن العامة في فرنسا، وهي التي تحركت مع حزبها لفصل نائب منتخب عن حزبها بعد أن اعتنق الدين الإسلامي، وهي التي قررت مؤخرا منع تقديم الوجبات الغذائية الحلال للطلبة المسلمين في الدوائر البلدية التي فاز فيها حزبها مؤخرا.لقد وصل بها وبحزبها الحال إلى اختيارهم روسيا بالتحديد لتكون شريكا لها، في رسالة لا يمكن فهمها بشكل خاطئ.بقي أن نعرف أن حزب لوبان بدأ يجذب جمهورا مختلفا، ما يعني أن حملة الترهيب من الإسلام بدأت تؤتي أكلها.ليست فرنسا فحسب، فألمانيا تسير في اتجاه مشابه.هل تعلمون أن ألمانيا تضم 91 منظمة للنازيين الجدد، وهم أصحاب ثراء يصنعون لهم مجتمعا موازيا لابد له أن ينفجر في وجه التسامح وقبول الآخر. وإذا كان حزب الخضر الألماني قد تقدم قبل فترة، بمبادرة للاعتراف بالدين الإسلامي رسميا ومساواته بالمسيحية واليهودية، ومنح الأقلية المسلمة ومؤسساتها وضعا مساويا للكنائس ومؤسسات الجالية اليهودية، فإن هناك أحزابا أخرى تسير في الاتجاه المعاكس.في ألمانيا تنشط هذه الأيام حركة "أوروبيين وطنيين ضد أسلمة الغرب" والمعروفة اختصارا باسم "بيجيدا"!تلك الحركة الصغيرة، نشأت على صفحات الفيس بوك قبل أشهر معدودة، لكنها ومنذ أن أعلنت عن تنفيذ مظاهرة في مدينة درسدن الألمانية، تفاجئ المجتمع الألماني بمشاركة عشرة آلاف شخص تقريبا في تلك المظاهرة.ليس حزب "بيجيدا" فقط، فهناك حزب المبادرة من أجل ألمانيا، الذي نشأ على ذات الأرضية السياسية، وهي معاداة اللاجئين والمهاجرين وخاصة المسلمين منهم.ولعلكم تذكرون قبل تلك الأحزاب ما فعله النائب الهولندي المتطرق فيلدرز من تهجم غير مسبوق على الإسلام، ليصبح من منظري العداء والكراهية والتطرف ضد المسلمين في الغرب. في رصد سريع لحوادث الاعتداءات على المسلمين في الغرب، تجد دائما خلفها وسائل إعلامية وأحزابا وسياسيين متطرفين، يغذون تلك الكراهية وذلك التعصب، بل ويتعمدون نشر روح العداء للمسلمين، وإظهارهم بصورة من يجب التخلص منهم، لأنهم يعادون الثقافة الغربية، ويسعون لتدمير المجتمعات الغربية عبر أسلمتها.لا يمكن تجاهل أمور خطيرة أخرى، كشعور الكثير من الغربيين بأن المهاجرين باتوا يستولون على حقوقهم وما يدفعونه هم من ضرائب لحكوماتهم.لا يمكن تجاهل أن الكثير من المهاجرين المسلمين باتوا أيدي عاملة رخيصة يفضلها رب العمل الأوروبي، لأنها الأرخص والأقل شروطا وتكلفة، ويتحقق في توظيفها منفعة الطرفين.لكن يبقى الأخطر هو مشاعر العداء المتنامي ضدهم، والذي يعتبره البعض مقاومة من المواطن الأوروبي لما يظنه أسلمة لمجتمعه، واجتياحا إسلاميا ناعما لقيمه الغربية!برودكاست: اسم "محمد" هو الأكثر شيوعا في بريطانيا لأعوام متتالية، وآخرها العام المنصرم.متابعة خبر كهذا، توضح مدى الرعب الخفي والجلي الذي ينتاب القوم هناك. سؤال أخير: لم أتحدث بعد عن عدد المسلمين في أوروبا!!