16 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ فترة بسيطة تناولت مواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها تويتر هشتاق ربما أثار الجانب النفسى والاجتماعى لكل منا وهو هشتاق (شباب _يحتضر) لوقف حالات الدماء نتيجة الحوادث والسرعة الفائقة التى يتعرض لها شباب المجتمع القطرى وزهرة المستقبل الذين سيحملون مسيرة النهضة الاقتصادية والتنموية على عاتقهم المرحله المقبلة، وربما يأتى موسم الشتاء وكل منا ينتظره من عام إلى آخر ولكن أصبحت فرحة انتظار موسم الشتاء لما به من أجواء للطقس ينتظرها الجميع، مصاحبة بفزعة الرعب والرهبة من الآثار التابعة لهذه الفرحة.. وكل يوم أصبحنا نقوم على أخبار مفزعة بسبب الحوادث المؤلمة التى نسمعها بشكل يومى نتيجة السرعة والتدهور وقلة الوعى الفكرى بقواعد وآداب قيادة السيارة، ونتجت عنها خسائر بشرية هائله بشكل يومى فى ربيع العمر وربما شباب رحلوا من بيننا فى ريعان الشباب واعمارهم لاتتجاوز العشرين ولاتتعدى الثلاثين ومنهم من أصبح من أهل القبور والنصف الاخر تتولاهم مستشفى الرميلة وأصبحوا من ذوى الاحتياجات الخاصة على كراسى متحركة.. وتبقى الحسرة والطامة الكبرى للأهل وبالأخص الوالدان وما يفزعك بالدرجة الأولى إذا كان الشاب وحيد أسرته وجاء بعد سنوات طويلة من الزواج وبدلا من أن يفرحوا بنجاحه وزفافه، تتحول الى حسرة فى القلب على رحيله وتكفينه أو مجاورته على كرسى متحرك، والأمر مؤلم من تزايد هذا الأمر وأصبحت المناطق الساحلية الكثير منا يفزع من الذهاب اليها بسبب مايقوم به الشباب من تهور فى استخدام المركبات بكل أشكالها ولم نعلم ما هى المتعة فى ذلك من القاء ارواحهم وأرواح غيرهم فى هذه الاماكن الى التهلكة. وعندما تمشى حتى فى الشوارع تجد شبابا صغارا يقودون سيارات فاخرة مصاحبة بسرعه مميتة والنهاية أصبحت مؤلمة للغاية وحتى عند ذهابك إلى المستشفيات وترى ماتراه من استقبال لحالات الحوادث المفزعة التهور ومنهم من توفى ومنهم في غيبوبة ومنهم من تجده فى العمليات بالساعات الطويلة أو فى حالة حرجة وهذا أصبح حال شباب قطر فى الوقت الحالى ولانستطيع أن نلقى اللوم على الجهات المختصة ولا الشوارع وكل مايقوم به الشباب نصب أعين الجميع، وربما الأسرة تتحمل المسؤولية الكاملة فى المقام الأول ويليها ثقافة المجتمع السائدة منذ بلوغ الشاب سن البلوغ وأصبح لايربى الطفل على المسئولية وتحملها وكيف تتحمل المسؤولية وتساهم فى بنية الوطن ولكن تسمع من الوالدين كلها كام سنة وسوف تبلغ وتكون رجل ونستخرج لك سيارة فاخرة لانك ابن فلان وتحمل اسمه واسم العائلة وبعدها بسنة نود أن نقوم بتزويجك وماهى النتيجة لهذه التربية فى ظل ثقافة استهلاك بلا انتاج فى يد شاب لم يتحمل المسؤولية منذ الصغر ولايعرف قيمة السيارة التى سيقودها غير أنه ابن فلان مع غياب الدور المؤثر من الطرف الاخر والقدوة فى حياته وهو المعلم والمدرسة وغياب طريقة ورسالة الانشطة الاجتماعية والثقافية التى تتناسب مع الانفتاح فى وصولها إليهم بالصورة التى نأملها مما أدى بأبنائنا الى الموت والتقاعد المبكر.. ولذا هناك الكثير من الخطوات نتمنى القيام بها كجهود مشتركة مابين الجهات المختصة والأسرة والتعليم والمراكز الشبابية والأندية، لاحتضان هؤلاء الشباب.. والقضية ليست ملقاة فقط على الجهات القانونية ولذا لابد الآن على الأسرة ان تغير سياق أسلوبها مع أبنائها ومحاورتهم منذ الصغر على المسؤولية بأكملها وتحملها وتفعيل مجالس كبار العوائل ومشاركة الأبناء فى هذه المجالس للاقتداء بكبار العقول فيها واحتكاكهم بها، اضافة الى مشاركة الأبناء فى الكثير من مهام ومسؤولية الأسرة لتنمو عملية النضج الفكرى من الصغر وأن تقام برامج التوعية من قبل الشباب أنفسهم بالتنسيق مابين الداخلية والمدارس والجامعات واختيار القياديين من الشباب والمؤثرين من الشباب فى ذويهم واستقطابهم فى التوعية المجتمعية بشكل حلقات نقاشية يقودها شباب مع مختصين بأسلوب يناسب تفكيرهم فى الوقت الحالى، وأن يكون هناك تنسيق مابين المراكز والاندية الشبابية والجهات المختصة ببرامج من صنع أيديهم منذ بداية الموسم الشتوى تحت مظلة مسؤولين مختصين يتم الإعداد لها منذ بداية العام، وتشمل كل ضواحى قطر بأكملها ويساهم فى التخطيط شخصيات شبابية قيادية لها دور نفسى واجتماعى على الشباب، من خلال الجانب التربوى والاجتماعى والدينى لأنه للأسف تصرف ميزانيات طائلة من الدولة وتكون فى ايادى مسؤولين غير مدركين لكيفية تفعيلها فى اقامة فعاليات تتلاءم مع احتياجات الشباب فى الوقت الحالى.. ويتم فى نهاية كل موسم القاء الضوء على الشباب القياديين الذين لهم دور فعال فى هذه الفعاليات التى ساهمت فى استقطاب أكبر عدد من الشباب وشغل وقت فراغهم ووعيهم الفكرى والتوعوى، والشباب ليسوا مستهترين كما نراهم، ولكن لم تصلهم الرؤية الصحيحة للطريق الذى نسعى له، وذلك بناء على تجارب سابقة معهم.