12 سبتمبر 2025
تسجيلبعيدًا عن السياسة.. يجتهد مناصرو حقوق الحيوان في حملتهم لمنع استغلال الحيوانات في عروض السيرك، وكانت بوليفيا أول دولة في العالم تحظر استخدام الحيوانات في السيرك، ثم تبعتها بعض الدول كالصين واليونان، كما حظرت بريطانيا استخدام الحيوانات البرية في السيرك لكنها تسمح بالحيوانات «المستأنسة» على أراضيها، إلا أنها تغض الطرف عن انتهاكات حقوق الحيوان في أراضي مستعمراتها المنتشرة في عرض الأرض وطولها. ففي إحدى تلك الدول التابعة للتاج البريطاني، كانت شاحنة تنقل مجموعة متنوعة من حيوانات السيرك في أقفاص خاصة من مكان إقامتها متجهة بها إلى حيث نُصِبَتْ خيمة سيرك عظيمة استعدادًا للموسم الجديد من العروض التي تدر الكثير من المال على أصحاب تلك الحيوانات. وفي الطريق كانت قرود السيرك المرفهة تراقب من أقفاصها الحيوانات في البرية وهي تصارع من أجل البقاء، فترى الأسود تطارد فرائسها معرضة نفسها للمخاطر حتى تستطيع أن تؤمن قوتها وقوت أشبالها، وتنظر إلى القرود الطليقة وهي تتسلق أعالي الأشجار بحثا عن الطعام وتنام على الأغصان خوفا من المفترسات، كانت قرود السيرك تبدو سعيدة جدا وهي ترى تلك المشاهد وكأنها تشعر بالامتنان أنها وقعت في الأسر فوجدت الأمن والأمان والسكن والغذاء والدواء. كانت بعض الأسود التي أسرت حديثا لا تزال عصية على التدريب ولم تغرها الوعود بحياة الرفاهية، لم تقبل أن تلعب دور السيرك أو أن تمتطي ظهورها قرود السيرك في بعض العروض الاستثنائية، كانت متمردة على تغيير نمط حياتها، بل كانت تريد التحرر من الأسر والعودة للطبيعة والعيش في البرية بحرية رغم ما فيها من تحديات، والعجيب أن تمرد الأسود كان مدعاة للتعجب والسخرية من قرود السيرك التي وجدت في الأسر كل شيء عدا حريتها. وبغض النظر عما تطالب به منظمات حقوق الحيوان من مناهضة الأسر، والرفق بالحيوانات، وعدم استغلالها للكسب المادي، فإن لقرود السيرك رأيا مختلفا تماما، فهي لا تتفق مع ذلك الطرح ولا تستسيغ تلك المطالبات بل تراها تدخلا سافرا في شؤون الغير. الأغرب من ذلك كله هو ردة فعل القرود التي لم تقع في الأسر عندما تمر بها شاحنة السيرك، تجدها تجري خلفها محاولة التعلق بها لعلها تحظى بشرف الأسر فتكون من قرود السيرك المرفهة فتفوز فوزا عظيما، وبسبب تلك المصلحة المتبادلة لم تلتزم الكثير من دول العالم وخصوصًا العالم الثالث بتوصيات منظمات الرفق بالحيوان، ولا تزال خيام السيرك شاهدة على الانتهاكات وفشل جهود الإصلاح. والله من وراء القصد