30 أكتوبر 2025
تسجيلوصلت هولندا إلى نهائي كأس العالم مرتين، عام 74 وخسرت ضد ألمانيا 2-1، كما وصلت عام 78 وخسرت أمام الأرجنتين في مباراة في دورة حام حولها كثير من الشكوك، فاجأت هولندا العالم بأسلوب جديد في طريقة اللعب أطلق عليه مصطلح «الكرة الشاملة» وهو مصطلح يطلق على نظرية تكتيكية ذات أهمية في رياضة كرة القدم. ترى أن على أي لاعب في الملعب (باستثناء حارس المرمى) يستطيع إشغال مركز لاعب آخر من نفس الفريق. كانت الكرة الشاملة في ذروتها مع فريق أياكس أمستردام بين الأعوام 1969- 1973، وتمّ استخدامها من قبل المنتخب الهولندي في كأس العالم 1974. يعود الفضل في إنشاء هذه النظرية إلى المدرب واللاعب الهولندي المشهور يوهان كرويف والذي كان يدرّب فريق أياكس أمستردام والمنتخب الهولندي في ذاك الوقت. في الكرة الشاملة إذا غيَّر أحد اللاعبين مركزه، يتم تغطية مركزه السابق من قبل لاعب آخر من نفس الفريق. وبهذه الطريقة يتم الحفاظ على نفس الهيكل التشكيلي المرسوم من قبل المدرّب. إذا نظرنا إلى هذا الأسلوب الكروي المرِن، سنستنتج أن لا يوجد مركز ثابت للاعب في الملعب باستثناء حارس المرمى، فأي لاعب يستطيع أن يتحوّل بنجاح إلى مهاجم أو لاعب وسط أو حتى مدافع. نجاح الكرة الشاملة يعتمد بشكل كبير على مدى تأقلم كل لاعب في الفريق، وبالتحديد القدرة على تغيير المراكز بسرعة وفقًا لحالة اللعب. نظرية اللعب هذه تتطلب من اللاعبين تغطية أكثر من مركز بأريحية، ولذلك فهي تستدعي قدرة جسدية قوية وتقنية عالية منهم. وحسب الأرشيف الرياضي فإنه تم تأسيس الكرة الشاملة في المجر، حيث أحدث ظهورها ثورة في رياضة كرة القدم في الخمسينيات. فالمجريون رسّخوا قواعد الكرة الشاملة وهيمن منتخبهم (الفريق الذهبي ذاك الوقت) عالميًا، ثم جرى تطوير هذا الأسلوب ليصبح ما سُمِّيَ بالكرة الشاملة مع المنتخب الهولندي ويمكن ملاحظة طريقة لعب كرويف الذي هو رأس حربة، إلا أنه كان يتجوّل كثيرًا في الملعب. كان يظهر في أي مكان بإمكانه فيه إحداث الضرر للفريق المقابل. هذا أدى لظهور الحاجة إلى نظام فعَّال مثل الكرة الشاملة، حيث كيَّف زملاء كرويف في الملعب أنفسهم بمرونة مع تحركاته، كانوا يغيرون مراكزهم بانتظام بحيث لا يبقى أي دور تكتيكي في الملعب دون أن يشغله أحد. موضوع المساحة وخلقها كان جوهرًا في نظرية الكرة الشاملة، التي تتحدث عن أهمية المساحة طوال الوقت. كرويف كان دائمًا يتحدث عن أين يجب على الشخص أن يركض وأين يجب عليه الوقوف، ومتى يجب عليه عدم التحرّك. تغيير المراكز المتواصل، الذي عُرّف بالكرة الشاملة التي أذهلت هولندا العالم بها فأنت أمام فريق بأكمله يتحرك فتسقط نظرية المراقبة لنجم دون غيره كما كان يحصل ذلك في السابق، فالفريق كله نجوم.