13 سبتمبر 2025
تسجيلهل أصبحت قطر تهمة؟!.. لا تعجبوا من تساؤلي هذا الذي لربما يقابله البعض بالاستنكار والشجب وربما اللامبالاة!.. لذا دعوني أعيد السؤال بصيغة أخرى: هل باتت قطر شبهة لدرجة أن من يتقرب إليها يلقى عقاباً صريحاً ممن ينكرون عليها نجاحاتها وتميزها وتقدمها السياسي والاقتصادي بعد الحصار الجائر المفروض عليها؟!..إن كنتم قد لقيتم إجابة لهذا السؤال فأنقذوني بها قبل أن أجيب بما أراه ويراه غيري في الواقع. هل أصبحت قطر تهمة؟!.. سؤال يعيد نفسه بالصياغة الأولى المختصرة التي تتطلب القول بأن قطر باتت «هماً « يقض مضاجع الكثيرين، وأنا آسفة أن أقول بأن أكثر هذه المضاجع هي من حولنا جغرافياً قبل أن نفكر بمن يبعدون عنا بآلاف الأميال والكيلومترات..لم بات من يدافع عن مواقف قطر مستهدفاً ويقصده المعارضون بالقدح والتضليل؟!.. لم تحالف جمع كبير حول قطر ومواقفها للإساءة لها ولرموزها ومواطنيها و(مغرديها) وهم الذين بحاجة لأن تسندهم قطر بعد أن عرتهم مواقفهم السياسية وفضحتهم العقلية المتواضعة للنخبة لديهم من سوء أدب وأخلاق وقذف في موقف قطر لا سيما بعد تكالب جاراتها الثلاث عليها وحصارهم الذي كان يهدف لتجويع الشعب والتدخل عسكرياً للأسف؟!.. لم وجدنا من بعض جيراننا ذلك الكم من الكراهية لأننا نخالفهم في مواقفهم ولم نكن مثل النعاج التي تتبع القائد والذي يظنون على جهل بأنهم يمارسون دوره على دول المنطقة؟!.. لم مثلت لهم قطر نقطة اعتراض وأنها دائماً ما تكون خارج السرب الخليجي والعربي في حين أن موقفها المنفرد والمتفرد هو ما يصبح لاحقاً الموقف المشرف والأقرب إلى الصواب الذي تحيد عنه أغلبية دول المنطقة فيما يخص قضية مصر المشتعلة؟!.. لم أصبح الخليجيون مختلفي المواقف ونحن الذين كنا نخرج ببيانات مشتركة تثبت أن البيت الخليجي متوحد وليس «متفرقا» حتى وإن حاول الكثيرون الذين يناقضون أنفسهم إثبات العكس؟!.. يجب أن تعي حكوماتنا بأن الشعوب باتت أقرب إلى الحقائق وتطّلع وتقرأ ما وراء الصورة الختامية لأي قمة خليجية تعقد سواء على المستوى الوزاري أو مستوى الرؤساء ونعلم أن شروخاً تستوطن البيت الخليجي لكننا على ثقة بأننا سنتجاوز كل هذا، إن عملنا على تنظيف بعض القلوب وتهيئة الكثير من العقول لما تتطلبه المرحلة الراهنة في السياسة لأننا بتنا نتمخض في هموم هذه الأخيرة باعتبارها صارت المتحكمة في كل حياتنا حتى وإن ادعينا عدم ارتباطها بذلك.. أصبحنا سياسيين بالفطرة والطفل الخليجي الآن يعلم بأن دولته هي التي يجب أن تكون في المقدمة قبل أن يستوعب بأنها وسط كوكبة من كيان خليجي يسعى مجتمعاً لأن يكون هو في مقدمة الولاء في نفوس أبنائه !.. وجاء الربيع العربي بثوراته وبعض الفوضى التي عايشته ولحقته ليثبت بأن المواقف ليست هتافات إعلامية لترقيع الندوب وتجميل ما تشوهه الأفعال، وإنما رجال تهتز المنابر لكلماتهم وهؤلاء الرجال هم من نفتقدهم في الواقع بعد أن أثبت رجال قطر أن غيرهم أشباه وأنا آسفة لقول هذا لكني وجدت في نصرة الدوحة لغزة ومصر وسوريا الدرع الذي يحمينا نحن الشعب من خزي التاريخ ولفظ الشعوب التي استنجدت يوماً بالرجال فاكتشفت أن معظمهم يسير تحت عباءة الجبن والخوف.. ففي يوم ما سيتذكر التاريخ مواقفنا ومواقف غيرنا وسيكتب سطوراً لن ترغب أجيالكم بالاطلاع عليها خشية أن يلحقها العار.. نعم العار الذي ترونه اليوم شجاعة وتميزاً لكنه في الغد سيكون وبالاً ولعنة.. اقرأوا التاريخ جيداً . ◄ فاصلة أخيرة: محبة الشعوب زادٌ ومحبة الحكومات مزادٌ ! [email protected]