05 نوفمبر 2025
تسجيلسعود موظف متوسط، ويرغب دائماً في إبراز إنجازاته ومهاراته أمام المدير ليحظى برضاه، ولكن هناك من الموظفين الآخرين من هم أفضل منه سواء في الأداء أو المهارات، مما يصّعب الأمر ويجعله يبذل جهداً مضاعفاً للحاق بهم، فلجأ لحيلة، فقد كان يحاول أن يبرز عيوب الآخرين وينتقص من إنجازاتهم وكفاءتهم. ولأن الآخرين ليسوا بنفس مستوى الاضمحلال الأخلاقي؛ فكانوا يأخذون كلامه على أنه نصائح وملاحظات، ولم يكن يشغلهم أن يظهروا عيوبه ولا أن يبينوا ضعف إنجازاته. ولكن بعد فترة من الزمن تأثر المدير، فقد كانت تصله مساوئ الآخرين (من سعود طبعاً)، ولكن لم يكن تصله مساوئ سعود نفسه، لذلك توهم المدير أن سعود موظف كفؤ، فكافأه بأن جعله مديراً على من هم أكفأ منه، ولك أن تتصور كيف أصبحت بيئة العمل.. لا تطاق. ومثال ذلك ما يفعله شخص لديه بناية من ستة طوابق ويرغب في أن تكون بنايته هي أعلى مبنى في الحي، ولكن بدلاً من أن يزيد الإنجاز بزيادة عدد الطوابق، كان يحاول هدم المباني الأخرى التي حوله، أو على الأقل الانتقاص من عدد الطوابق بها، لكي يبدو بناءه هو الأعلى. في حياتنا كثيراً ما نقابل مثل هؤلاء، سواء في العمل أو خارجه، لذلك علينا التنبه لمثل هذه التصرفات، فالخطأ قد يقع فيه أي شخص، والنقصان وارد في كل إنجاز، ولكن علينا أن نعلم أنه ليس كل من يحاول تسليط الضوء على الخطأ أو النقصان يكون بحسن نية. لا تجعل أي شخص يهدم إنجازاتك، ولو كان النقصان ١٠٪، فيجب أن تبرز الـ ٩٠٪ الباقية، ولا تسكت تواضعاً؛ فقد يعتبره البعض سذاجة، ويستغل هذا الأمر لمصلحته.