16 سبتمبر 2025
تسجيللا شك بأننا لسنا بحاجة إلى سرد تاريخي للعلاقة بين قطر وشقيقتها الكبرى السعودية، لأنها علاقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ منذ عهد مؤسس قطر الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، وما كان بين الزعيمين العظيمين من علاقة ود واحترام تُوجت باستمرار نهج المحبة والتقدير ووحدة الموقف والتماسك لمن جاء بعدهم من حكام للدولتين، فمنذ عهد الملك سعود وامتداداً لعهد الملك فيصل ثم الملك خالد وعقبه الملك فهد ثم الملك عبدالله -عليهم رحمة الله- ووصولاً للعهد الميمون لملك الحزم سلمان، وهذه الزيارات المباركة تتوالى لدوحة الخير لتؤكد أن هذه العلاقة المتميزة والصادقة في ثباتها وتماسكها بين المملكة وقطر راسخة وشامخة في طبيعتها منذ تأسيسهما.وتأتي هذه الزيارة الكريمة في ظروف حساسة جداً تمر بها المنطقة، وانطلاقاً من الأهداف الرامية لتوحيد الصف الخليجي أمام المخاطر المحدقة به، لردعها والتعامل معها بحزم وعزم، وهو الأمر الذي تجلى وتمت ترجمته على أرض الواقع في العديد من الكروب والمحن التي مر بها خليجنا، منذ الاحتلال الغاشم للكويت عام 1990 وحتى انطلاق عاصفة الحزم بتحالف خليجي عربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، لمساندة الشرعية اليمنية وإعادة كامل اليمن لحكومته وشرعيته وشعبه.وأمام خيوط المؤامرة التي تشعبت ووصل جحيمها لمشارف حدود خليجنا في شمالها وجنوبها، فإننا أمام خيار مصيري لا بديل لنا عنه وهو ضرورة وحدة الصف الخليجي، والاندماج في روح واحدة تستطيع أن تواجه هذه المؤامرة التي بدأت في العراق وسوريا وامتد لهيبها لليمن، في ظل انقسام عربي واختلافات سياسية جعلتنا غير قادرين على حل قضايانا بأنفسنا دون أي تدخل سافر فيها، وإيقاف حمام الدم في العراق وسوريا، والذي يأتي تحت رايات طائفية تحركها قوى الشر في إيران وروسيا ونظام الطاغية بشار!.نحن كشعوب نعول كثيراً على جهود قادتنا في التصدي لهذه المؤامرات التي تحاك بأيدي قوى الشر، وتنفذها أذناب ومرتزقة إيران وموسكو في العراق وسوريا، ولن توقف هذه الجرائم إلا بحزم وعزم من قبل دولنا وجهود سلمان وإخوانه في دول مجلس التعاون، فلا ينقصنا سوى الاتكال على الله على رأي سديد يُعيد لنا هيبتنا، ويوقف الغزو البربري الصفوي والروسي للعراق وسوريا، ويضع حداً لتدخلهم السافر في شؤون دولنا العربية!.فاصلة أخيرةلقاء سلمان بأخيه تميم رسالة مفادها أن السعودية وقطر وكافة دول الخليج في مركب واحد، وتقف صفاً واحداً أمام من تُسول له نفسه المساس بأمنها ووحدتها.