10 سبتمبر 2025

تسجيل

القمة الخليجية .. الاتحاد قوة

06 ديسمبر 2016

يأتي مؤتمر القمة الخليجية في المنامة وسط وعي تام من القيادات الخليجية بمسؤولياتها ودورها المهم في ظل تحديات باتت تشكل خطرا كبيرا على أمن واستقرار العالم العربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، خصوصا المتغيرات التي شهدتها الساحة السياسية العربية خلال العام الذي غابت شمس الحق والحقيقة فيه، وكان آخرها الانقلاب السياسي في اليمن الذي يقوده علي عبد الله صالح بالتحالف مع الحوثيين، الميليشيا الخاضعة للسلطة الإيرانية المعتدية، وإعلانهم عن تشكيل حكومة غير شرعية، تعتدي على الشرعية التي تمثلها حكومة الرئيس عبد ربه هادي،المنبثقة عن المبادرة الخليجية والمعترف بها أمميّا وعربيا. وفي العراق فإن الوضع الأمني المتردي هناك وخضوع غالبية السلطات السياسية والأمنية والعسكرية للسيطرة الإيرانية عززت الطائفية السياسية ودور الميليشيات المعبأة بالكراهية غير المبررة لنصفهم الثاني العرب السنة،حيث الانتهاكات الوحشية ضد المدنيين في الموصل باتت فاضحة حسب رصد المنظمات العالمية، رغم إدراكهم أن الكراهية والتطهير لن ينتج سلاما قادما حتى لو ابتلعت الأرض الموصل وما عليها، فالإنهيار الأمني هناك يؤثر بشكل مباشر أيضا على الأمن السياسي لدول الخليج والمنطقة، ويدفع بالمزيد من العنف والتطرف. وفي سوريا وصلت براكين الدم إلى أقصى ارتفاعها المحموم في مناطق كثيرة وعلى رأسها حلب التي باتت مقبرة كبرى للمدنيين على يد سلاح النظام السوري وأعوانه والطيران الروسي، ما شكل جائحة كارثية تفتك بسكانها على سمع وبصر العالم أجمع، دون أن يحرك ذلك أي شعور بالمسؤولية الإنسانية التي تتشدق بها الدول الكبرى التي تبيع عالمنا العربي المزيد الخطابات والتصريحات الفارغة.أما على الصعيد الإقليمي فيرتجى من القادة الخليجيين أن يحزموا أمرهم بكل رشد وبأس قوي لمجابهة الخطر المتمثل بالتمدد الإيراني الذي يأتي في سياق السيطرة على المنطقة العربية وتنفيذ مخططها التوسعي، عبر بوابات دولٍ باتت مرتعا لعملياتها الاستخبارية والقتالية، ما يدفع قادة الخليج للبناء على قرار الكونجرس الأمريكي تمديد العقوبات ضد إيران، الخطر النووي القادم، ومن المؤكد أن يكون النقاش أوسع في المنامة فيما يخص أيضا مرحلة المتغيرات السياسية في الولايات المتحدة والإدارة الجديدة، والقيادات القادمة في أوروبا وسياساتها الجديدة مع دولنا في الخليج،ما يتطلب اعتماد سياسة البناء الداعم خارج أسوار الخليج تحسبا لأي متغيرات ليست في الحسبان،ورص الصف الأخوي والإيمان بأن الاتحاد قوة لا يفُرط بها.من أهمية القمة الخليجية اليوم هي اجتماع القادة لمناقشة مصالح بلادهم،في زمن تآمر بعض القيادات ضد أبناء شعوبهم، ما يعطي الأمل في مستقبل أفضل لدول الخليج بفضل القيادات الراشدة والملتصقة بقضاياها، المؤمنة بشعوبها ووحدتها، فالتكامل والتفاهم والتنسيق الواضح بين المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات والبحرين يجب أن يكون محفزا لوضع رؤية جديدة لإستراتيجية سياسية اقتصادية قوية تعيد تمتين الاتحاد الخليجي ولعب دوره الحقيقي والثقة بقوته وتدعيمه بالاقتراب أكثر من الدول الشقيقة الأقرب كالأردن، الجار الأكثر التصاقا مع دول الخليج العربي.