14 سبتمبر 2025

تسجيل

معرض الكتاب الرابع والعشرون في الدوحة

06 ديسمبر 2013

افتتح معرض الكتاب بالأمس القريب في الدوحة، وكعادة أهل قطر نرحب بكل الناشرين والبائعين لما أنتجه العقل العربي في خلال السنوات الثلاث الماضية وما أنتجه من قبل، مرحبا بكم في الدوحة عاصمة دولة قطر، كما نرحب بدور النشر الأجنبية رغم تواضع مشاركتها. ( 2 ) أتوجه بسؤال إلى الجهات المنظمة لمعرض الكتاب في قطر، ما هو الهدف الذي تريد تلك الجهات تحقيقه من معرض الكتاب في قطر؟ هل نشر الوعي الثقافي، وإشاعة اقتناء الكتاب ليكون في متناول يد المواطن والزائر من الدول المجاورة؟ هل الهدف منافسة أو محاكاة الدول المجاورة لتكتمل الصورة الحسنة عن قطر؟ هل من أجل الربح عبر تأجير أماكن لدور النشر في أرض المعرض؟ أسئلة كثيرة تطرح في هذه المناسبة في كل عام في مجالس أهل البلاد ولا نجد لها جوابا مقنعا. الرأي عندي إذا كان الهدف إشاعة الكتاب وتعويد الأجيال على اقتناء الكتاب فإني أطلب توجيها من سلطة عالية في الدولة إلى كل المؤسسات العامة القطرية والمؤسسات الأجنبية العاملة في الدولة المساهمة في تخصيص مكان فسيح ليكون مكتبة لموظفي المؤسسة في وقت راحتهم، وعليهم شراء على الأقل 100 عنوان حديث من كل دار نشر لتكوين مكتبة في تلك المؤسسات يرتادها موظفوها وقت راحتهم والزائرون عند انتظارهم لقضاء مهامهم في تلك المؤسسات ، أعرف أن بعض المؤسسات تخصص ساعة من وقت العمل لموظفيها للراحة ثم العودة إلى مكاتبهم ( مؤسسة حمد الطبية ) على سبيل المثال ألا يحتاج هؤلاء إلى تكحيل أعينهم بعنوان كتاب واستعارة آخر للقراءة في المنزل؟. قاعات الانتظار في المؤسسات الطبية تعج بالمراجعين وبطول انتظار أليس من الواجب أن يكون هناك عدد من الرفوف بها كتب تجعل المنتظر يقضي وقته في قراءة جزء من ذلك الكتاب بدلا من هدر زمنه وهو ينتظر والملل ينهشه لطول زمن الانتظار، وما منا من أحد إلا وجرب هذا الانتظار وما أثقله على النفس! ( 3 ) الجامعات والمدارس القطرية و الأجنبية وهي الجهات المعنية بتكوين مكتبات لطلابهم وهيئة التدريس أيضا. نعم هناك مكتبة في معظم ولا أقول كل المدارس والمؤسسات التعليمية إلا أنها متواضعة وليس بها أي عنوان جديد وعلى ذلك لابد أن تخصص كل مدرسة جزءا من ميزانيتها لاقتناء كتب حديثة وفي كل التخصصات طالما أنها تتلقى ميزانيتها من الدولة في حالة المدار المستقلة ( شبه حكومية ). نلاحظ في المدارس الخاصة الأجنبية والعربية على السواء في كل عام تقوم برفع المصاريف الدراسية على كل طالب وتجبرهم على اقتناء زي موحد من مكان محدد ولا مانع عندي من الزي الموحد ولكن لا نرى أي تغير في أثاث ومختبرات ومكتبات تلك المدارس فهل المطلوب تحقيق أرباح عالية لملاك تلك المؤسسات التربوية؟. (4 ) واجب وزارة الثقافة في الدولة أيضا أن تعمل جاهدة من أجل إشاعة فكرة المكتبة المنزلية وتزويدها بأحدث المطبوعات، بمعنى، أنه يجب أن تشجع الوزارة المعنية كل أسرة بتخصيص مكان في كل منزل ولا أعني تخصيص غرفة مستقلة إلا لكل مقتدر، ولكن أعداد أرفف معلقة على جدران مجلس العائلة على أن تزود الوزارة تلك الأسر بكتاب من كل عنوان في تخصصات مختلفة وبذلك تكتمل دورة الثقافة من المدرسة إلى الجامعة إلى المؤسسات التي يرتادها مراجعون وثم المنزل. من هنا تتشجع دور النشر وتتسابق للاشتراك في معرض الكتاب في الدوحة لأنها في نهاية المطاف لن تحمل ما أتت به من كتب ومراجع معها في عودتها إلا من حيث أتت. ( 5 ) أما إذا كان الهدف هو الربح المادي لإدارة المعارض من تأجير مساحة محددة لكل دار نشر فإني أعتقد أن ذلك العمل خطأ كبير في حق الوطن وسمعة البلاد التي هي في ثورة تعليمية وثقافية بكل الوسائل. ومن هنا يجب التفريق بين معارض الكتب ومعارض المجوهرات أو السيارات أو معارض مستلزمات الأمن، ما أريد قوله إن بيع قطعة واحدة من المجوهرات تكفي العارض لتسديد تكاليف مكانه في المعرض وتحقيق ربح عادل، لكن بائع الكتب يحتاج إلى بيع 80 % من كتبه لتحقيق الربح العادل وتغطية مصاريفه. وعلى ذلك فإني أتوجه إلى كل قيادات هذا البلد الطيب بأن يجعلوا إيجار ساحات المعرض في أدنى تكاليفها في حالة معرض الكتاب، بمعنى آخر أن الهدف ليس تحقيق الربح لإدارة المعرض بقدر ما هو نشر الوعي الثقافي والارتفاع بثقافة اقتناء الكتاب.إن تكلفة الإيجار لكل متر مربع ستنعكس على تكلفة بيع الكتاب للمواطن. إن واجب وزارة الثقافة يحتم عليها التعاون مع الجهات المختصة بالفنادق في قطر والطلب منها تخفيض إيجار السكن لكل المشاركين في معرض الكتاب بنسبة لا تقل عن 60 % من تكلفة السكن لأن ذلك التخفيض سيسهم في تخفيض سعر الكتاب والأمر ينطبق على الخطوط الجوية القطرية. آخر القول : إننا على ثقة في قدرة الصديق العزيز سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة في أن يأخذ هذه المقترحات إلى" راعي معرض الكتاب حفظه الله " وإنه لن يرده خائبا، فهل أنتم فاعلون؟!