13 سبتمبر 2025
تسجيلأيام قلائل وتمر علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً، وعلى قلب كل من يعيش على ثرى هذه الأرض الطيبة، أجواء مفعمة بحب الوطن والولاء لها والتكاتف من أجلها، يسطرها أهل قطر والمقيمون على أرضها، حتى أصبحت بمثابة لغة التخاطب بينهم رغم اختلاف الثقافات والأعراق واللغات، إلا أن حب قطر هو مصدر التلاقي بين هذا المزيج المتداخل، ولا ريب أن هذه المشاعر المتطابقة في حب هذه البلاد نابع من مدى امتنانهم وفخرهم بما لمسوه من رعاية وأمن وأمان ورفاهية وفرتها قطر لكل فرد يعيش على أرضها، فبها تطيب نفوسهم وعلى ثراها يتنفسون الديمقراطية التي ينشدها كل إنسان متحضر، فلا غرابة من هذه المشاعر التي تستحقها قطر. ومن الأمور التي أسعدتني كثيرا في مثل هذه الأيام من كل عام، ما تقوم به المدارس من تجنيدٍ لطلابها بالتعاون مع القوات المسلحة القطرية والحرس الأميري لتدريبهم وفق أسس عسكرية سليمة، للمشاركة في المسير الوطني، وذلك بأيدي ضباط ومتخصصين في العرض العسكري، هذه التدريبات من شأنها أن تؤصل في الطالب حبه لوطنه من خلال أسمى المعاني، وترسخ مفهوم الاستعداد للذود عن بلاده والتضحية من أجلها، لذا نجد أن مناسبة عظيمة كيوم 18 ديسمبر يوم تأسيس دولة قطر الحديثة، على يد مؤسسها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، تأتينا كل عام ليتجدد الولاء والتكاتف والعزة لدى أهل قطر، ويعبروا فيه عن فخرهم بهذا الوطن وبمقدراته وإنجازاته، وحري بنا أن تكون الأيام كلها تتسطر فيها هذه المعاني السامية، فحب قطر والولاء لها والتكاتف من أجلها يتسطر كل يوم وليلة.. وكنت أتمنى ـ بعدما شاهدت ما يقوم به أبناؤنا في العرض العسكري في المسير الوطني ـ أن تكون هناك مادة إلزامية في المدارس تبدأ من المرحلة الإعدادية لتعليم أبنائنا المهارات العسكرية؛ من تمارين وتدريب على كافة أنواع الأسلحة، وتعويدهم على الصبر على الأعمال الشاقة، فإلى متى ونحن ندللهم حتى بدت الرخاوة والنعومة تستفحل بهم، وتهوي بهم في مهاوي الردى؟!!.. إن العاقل منا يعي ما يدور حوله من تقلبات وتحديات هوت بأنظمة، وخلقت الفوضى، وانعدام الأمن في أرجائها، ونحن أحوج ما نكون إلى جيل متسلح بالعلم والدين والقوة المتمثلة في خلق رجال قادرين على الذود عن بلادهم، في حال تعرضت لأي خطر لا قدّر الله. فاصلة أخيرة الوطن أمانة في رقابنا؛ فليضاعف كل منا جهده في سبيل النهوض به، وكما سلمه لنا آباؤنا وأجدادنا؛ درة متلألئة، يجب أن نحافظ عليها، ونعلي من شأنها، فالكثير يغبطنا عليها.