13 سبتمبر 2025

تسجيل

الجـزائـر قمّة وهمّـة

06 نوفمبر 2022

شخصياً أنا من الذين يتتبّعون أي مسار يمكن أن تتعمّق فيه العلاقات الثنائية بين أي بلدين عربيين أو أن تتوثّق العلاقات العربية العربية، وكم سرّني حقيقة هذه المرة أن تكون الجزائر مقر إقامة الدورة الحادية والثلاثين لانعقاد القمّة العربية التي تأتي اليوم ودولة قطر على مشارف تنظيم كأس العالم 2022 لأنني شخصياً أعشق هذا البلد على وجه الخصوص، ناهيكم على أن ما تضمّنه البيان الختامي للقمّة في التمسك بحقنا القطري والعربي في استضافة مونديال كأس العالم رداً على الحملات الغربية المُناهضة لها يجعلنا فعلاً نرى هذه القمة بمنظور خاص ونشعر بأن لها نتائج على غير سابقاتها من القمم، ربما لأن هذه القمّة تأتي في ظروف مُغايرة، وقطر الدولة العربية الوحيدة التي استطاعت انتزاع حق استضافة كأس العالم من أنياب دول كبرى غير عربية منذ 12 عاماً، والدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تنظم هذه البطولة العالمية، وتتلقى للأسف حملات وهجمات منظمة حكومية وغير حكومية من الغرب البائس اليائس الذي لا همّ له إلا تتبّع العثرات الوهمية لبلادنا والتحجّج بأعذار واهية وافتعال أحداث غير مرئية في قطر لمجرد المحاولات اليائسة، للتأثير على استضافتنا لهذا الحدث، الذي نُصِرّ حتى هذه اللحظة وسوف نستمر، في التأكيد على أنه مونديال كل العرب وباسم كل العرب، ولا يمكن أن يتم سحب هذا الحق منا ونحن على بعد أيام قليلة من هذا الحدث العالمي، ولذا فإن قمّة الجزائر وما نتج عنها من إجماع عربي على أن لقطر كل الحق الكامل في التمسك باستضافتها لمونديال كأس العالم باسمها واسم كل العرب معها يجعلنا ننظر هذه المرة للقمة العربية على أنها وحدة شاملة جامعة على الأقل في المُطالبة بالكف عن هجمات الغرب غير المُبرّرة ضد هذا الحق القطري والعربي، وكأن هذه البطولة قد أجمعت العرب كلهم على هذا الأمر الذي لن نقبل بعد الآن أي كلمة ضدنا بشأنه، وأعتقد بأنه يكفي 12 سنة مضت كانت كافية لأن يشعر كل بهاء الغرب من عدم جدوى ما يفعلونه، وللأسف هم مستمرون في فعله حتى الآن. على الجانب الآخر فإن توثيق العلاقات القطرية الجزائرية، كان سبباً آخر جوهرياً لأشعر بذلك الفخر الذي لم أشعر به سابقاً، للأمانة فكم أحسست بسعادة وأنا ألمح المَشاهد الأخوية التي جمعت كلاً من صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشقيقه فخامة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وهما يضعان قواعد المشاريع المشتركة في إطلاق مشروع المستشفى القطري الجزائري الألماني الذي سيقام في مدينة سيدي عبدالله بالعاصمة الجزائر على مساحة قدرها 100 ألف متر مربع بقدرة استيعابية 400 سرير و20 غرفة عمليات حديثة وسيتكفّل هذا الصرح الطبي الكبير بمعظم الحالات المرضية والعمليات الجراحة المُستعصية التي تتطلّب تحويل المرضى للخارج، كما سيستقطب الكوادر الطبية الجزائرية التي تعمل خارج بلادها وذلك للمُساهمة في رفع مستوى الخدمات الطبية المقدّمة للمرضى وعائلاتهم ضمن بيئة طبيّة نموذجية بمواصفات عالمية، بالإضافة لوضع حجر الأساس لمصنع الحديد والصلب الجزائري القطري، والذي يمكن أن يوفّر آلاف الوظائف لأبناء الجزائر الكرام، وهذا كله يمكن أن يثمّنه شعبا البلدين اللذان يسرّهما أن تتوثق العلاقات العربية الصادقة بين الدول العربية، والتعاون القطري الجزائري يمثل مقولة أننا توليفة واحدة عربية من الخليج إلى المحيط، وسوف نستطيع يوماً أن نمضي قدماً إذا ما صفت النيات وتوحّدت الرغبات وتلاشت الخلافات والأحقاد وكنا أمّة واحدة تستعصم بحبل الله، والحمدلله أننا وسط كل هذه الاختلافات العربية استطعنا أن نجتمع على هدف واحد وهو أن استضافة كأس العالم هو حق قطري عربي خالص في بيان القمّة التي كان محلها بلد المليون ونصف المليون شهيد، الجزائر العربية.