13 سبتمبر 2025

تسجيل

التحكم بالمشاعر !

06 نوفمبر 2022

هل سيأتي علينا يوم يكون فيه بالإمكان التحكم بالمشاعر الإنسانية من خلال مُستحضرات كيميائية تتصرّف في عواطفنا من حب وكره واشتياق ولوعه ؟! كل شي يكون ممكناً، ولو أن بعض القلوب القاسية أصبحت قادرة على ذلك بدون تلك المُستحضرات. أعتقد جازماً بأن مجرد التفكير في الشيء يجعله ممكناً مهما كان يبدو صعباً أو مستحيلاً. ولكن هل نحن بحاجة لمثل هذا المستحضر في وقت تطالبنا فيه معتقداتنا ويحثنا ديننا الحنيف على المزيد من الألفة والمحبّة والتسامح قال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الآية ٢١ من سورة الروم. وما هي الحاجة التي تدعو لمجرد التفكير في التجرّد من مشاعرنا التي جُبلنا عليها بالفطرة؟ لماذا قست بعض القلوب وأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة؟ وأصبحنا نسمع ونرى العجب العجاب في العلاقات بين الأهل والأقارب حتى أشقاء البطن الواحد، وفي أحيان كثيرة على أتفه الأمور المادية في هذه الدنيا الفانية. لقد وصل العداء والكره عند البعض إلى درجة لا يصدّقها عقل، تصل إلى القتل والعياذ بالله، يتجرّد الابن من عاطفة البر ويتجرّد بعض الوالدين من أسمى عواطفهم الإنسانية وهي الأمومة، فلم يكن يتخيل أحد أن تقسو قلوب الأمهات على فلذات أكبادهن. لقد أوصلت ضغوط الحياة المصطنعة البعض إلى التجرّد من هذه المشاعر التي لم يتخل عنها الحيوان فاقد العقل والتفكير. وإن كنت أؤمن بمقولة البُعد جفا وأن البعد يجعلنا نفقد جزءاً كبيراً من مشاعرنا بدون مُستحضرات ! إلا أن الحب والوله يبقى خافتاً في حنايا القلب تحرّكه نظرة أو كلمة أو حتى أحياناً طيف من الذكريات ويبقى السؤال.. لو أصبح هذا المُستحضر متوفراً فهل ستستخدمه للحب أم للكره؟! هل تستخدمه لمزيد من التقارب أم ستفضّل التخلّص من حرقة الأشواق ولوعة الفراق ؟ اخر الكلام: نعم أنـا مشتـاق و عنـدي لوعـة
ولكـن مثلـي لا يـذاع لـه ســر