18 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب سمو الأمير السقف المرتفع

06 نوفمبر 2019

لن أتحدث عن إنجازات الدولة التي استعرضها صاحب السمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في خطابه في الدور الانعقادي الجديد للمجلس، فالاحصائيات والمؤشرات تدل بشكل لا يدع مجالاً للشك أن قطر خطت خطوات كبيرة في جميع مجالات التنمية بحيث أصبح الحصار جزءا لا يتجزأ من ميكانيكية هذا الانجاز، حيث اجتيازه والبناء عليه. ما اريد أن اشير إليه هو ما اسميته بالسقف العالي وهو الحديث عن آلية التفاعل داخل المجتمع بين المواطن والمقيم وبين الحق والاستحقاق والواجب والعمل، هذه المفاهيم أتى عليها خطاب سموه وادرجها ضمن خطة الدولة نحو التطور واللحاق بالمستقبل، أتفق تماماً مع هذا الطرح ولي هنا عدة ملاحظات أود لو أوجزها: أولاً: المواطن له حقوق وعليه واجبات ليس هناك مواطن في التاريخ بلاحقوق أو بلا واجبات تقابل تلك الحقوق. ثانياً: الاستحقاق: هو شعورك أن تستحق أكثر مما حصلت عليه أو هو شعور ذاتي قد يكون حقيقياً وقد يكون زائفاً، أو الشعور بأنك تستحق أكثر ممن هو مساو لك في المواطنة، وهو شعور أيضاً لا يمكن التحقق منه سوى أنه ذاتي في اكثر الحالات، على الدولة أن تكون حريصة ودقيقة في تناول هذا الموضوع بشكل لا يتوسع فيصبح الاستحقاق هو القاعدة والحقوق هي الاستثناء. ثالثاً: المقيم، قطر هي بلد المقيم منذ البدء، أنا شخصياً لي عشرات المقالات عن اسماء لمقيمين في قطر كان لهم اكبر الأثر في المشاركة في تنمية البلد ودفع عجلة التعليم والصحة وغيرهما من جميع مجالات التنمية، وهناك من المقيمين او الذين كانوا مقيمين وعادوا الى بلدانهم من لا يزالون يذكرون قطر وكرم اهلها وحسن معاملتهم لهم أثناء تواجدهم في قطر. رابعاً: ثنائية المواطن والمقيم، حيث المقيم في افضل حالاته مواطن قادم وفي أقلها مقيم يشارك تماماً مثل المواطن في بناء الدولة، فهو جزء من المجتمع القطري او مجتمع الدولة في قطر، مع الاسف وسائل السوشيال ميديا في معظمها تناولتها تناولاً سيئاً ربما من الطرفين أيضاً مما جعل بعض الاخوة المقيمين يعتقدون ان هناك شعوراً عاماً ضدهم وهذا غير حقيقي البتة، ويكفي أن تزور أي مؤسسة او هيئة لتجد شعوراً من التواد والحب غير مسبوق بين جميع الأطراف لا يخلو المجتمع من اصوات فردية هنا وهناك تعاكس السائد الا انها ليست القاعدة تجدها في كل مجتمع مهما كان متقدماً. خامساً: الاعلان عن لجنة عليا للاعداد لانتخابات قادمة لمجلس شورى منتخب مثل هذه الخطوة المنتظرة في حد ذاتها كفيلة لازالة اللبس عن مثل هذه الامور، والعمل كذلك على ايجاد تشريعات قانونية تحفظ للجميع حقه داخل دائرة مجتمع واحد يشعر بمصيره الواحد وبأنه المستقبل في التعايش وبناء البلاد، سيخرج الجميع من مأزق الانتظار والتوجس واختلاق المخاوف. سادساً: السقف العالي الذي أشار اليه سمو الأمير في خطابه ايضاً المتعلق بالمعاملة الانسانية وعدم الشعور بتعالي الهوية، بالفعل مثل هذا الشعور او شبه الظاهرة مستحدثة جداً ولا زلت أعتقد انها وليدة وسائل الاتصال الاجتماعي حيث لم يحدث أن استشعر المجتمع القطري بتعالي «هووي» على غيره من الاخوة المقيمين او العاملين، ربما هناك حالات فردية كما ذكرت توجد في كل مجتمع لكن لا تمثل ظاهرة. سابعاً: ثقافة الاطمئنان او المجتمع المطمئن أساس حل جميع هذه الاشكالات كما سارت الدولة بكل ثبات واطمئنان في تجاوز الحصار تستطيع وبكل ثقة في مواطنيها ومقيميها توسيع سياسة الطمأنينة التي بدأتها في تشكيل لجنة عليا للانتخابات القادمة وما سيتبعها من خطوات قانونية ودستورية تجاوز ثقافة اللا يقين التي يمر بها كل مجتمع في طريق نهضته، خاصة اذا كانت خطاه في مثل خطى قطر وسرعة اندفاعها نحو المستقبل. ثامناً: شكراً سمو الأمير، شكراً سمو الأمير الوالد، أرجو من الله أن يحفظكما ويحفظ قطر وشعبها من مواطن ومقيم والى لقاء في خطاب افتتاحي جديد يحمل معاني جديدة لمجتمع يتجدد.   [email protected]