13 سبتمبر 2025
تسجيللم تتعالَ الأصوات الأميركية الآن بتوقف الحرب في اليمن؟!، لم بدأ ماتيس وبومبيو وقبلهما ترامب في مناشدة أطراف النزاع هناك لضرورة تمكين الحل السياسي في هذا البلد الذي أنهكته الحروب وبدأت المجاعة تنهش في أجساد ما يزيد على 14 مليون يمني لتصنفها الأمم المتحدة كأسوأ أزمة إنسانية في القرن الحديث؟!، لم الآن كل هذه الأصوات؟!، ولم كانت جريمة اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي المروعة باباً دخل منه ترامب ووزراؤه ليطالبوا بوقف ما يجري في اليمن الذي شن عليه التحالف السعودي والإماراتي لأربع سنوات حرباً بلا هوادة احتلوا فيها أرضه ونهبوا موانئه وثرواته وأشعلوا شرارة الانفصال واغتالوا شيوخه وقياداته وتتبعوا الفتن على أرضه وأوقدوها ناراً لا تبقي ولا تذر؟!، ألم تكن هذه هي العاصفة التي قال عنها القاتل محمد بن سلمان أنه يستطيع اجتثاث الحوثي من خلالها في يومين وتفاخر آنذاك (صحاف السعودية) المتهم الرئيسي اليوم بالتخطيط لمقتل خاشقجي أحمد عسيري في الاسبوعين الأولين لهذه الحرب أن طائرات التحالف قد استطاعت القضاء على 80% من مقدرات الحوثي العسكرية ولن تقوم للعدو قائمة بعد اليوم؟!، ألم تكن الصور والأخبار المؤلمة التي كانت ترد يومياً لبلاط البيت الأبيض من اليمن كافية لتهز قلوب ترامب ومعاونيه ليقولوا كفى منذ البداية أم أن مصالح إنقاذ كرسي ترامب وأنصاره في الكونغرس اليوم تتصالح مع هذه الدعوات التي ستخفف أيضاً من الضغط الدولي على مدلل ترامب في السعودية الذي يلقى اليوم أقوى اتهام مباشر له بأنه الآمر الفعلي لجريمة خاشقجي ويظن هذا المتهور أن ما تسعى له واشنطن في إيقاف الحرب يمكن أن ينقذه مما هو فيه؟!، ألم تكن مجزرة صالة العزاء الشهيرة وقصف حافلة أطفال صعدة كافيتين لتدقا أجراساً في بهو البنتاغون ليعلن أن هذه الحرب هي حرب إبادة وليس حرب إنقاذ كما روُّج لها وشاركنا نحن في الترويج لها كما هو حال كل من خدعته أهداف هذه الحرب المعلنة بينما كانت أطماع هذه الحرب تنخر في الخفاء في عضد هذا البلد المنهك اقتصادياً وسياسياً ويلوح في أفقه شبح الانفصال ليتمثل واقعاً بمساعدة فعلية من هذا التحالف الذي ادعى كذباً عودة الشرعية له فلا عادت الشرعية له ولا قُلّمت أظافر إيران فيه؟!، لذا الكاذب فعلاً من يقول أن أمريكا أو السعودية تسعيان لوقف معاناة اليمن لشعورهما بالرحمة التي نزلت فجأة عليهما ولكنها المصالح التي تحث واشنطن والرياض اليوم على وقف نزيف الدم في اليمن أو تركه ينزف على يد أوصياء الحكم فيه من أبناء الحكومة المتزلزلة والحوثيين الذين قال عنهم الجبير أنهم من نسيج المجتمع اليمني الاجتماعي فكيف كانوا يحاربون هذا النسيج ويعدونه ذنباً إيرانياً دخيلاً على لحمة المجتمع اليمني الأصيل؟!. أعلم تماماً أن ولي العهد السعودي غارق حتى أذنيه في تبعات جريمة مقتل خاشقجي وأنه يحث ترامب على إخراجه من هذه الورطة التي لا يبدو أن الرئيس أردوغان مستعداً للتنازل عن فضحه وكشفه قيد أنملة، ولكني متيقنة أن اليمنيين لن يرضوا أن تكون قضيتهم الباب الذي يمكن لمحمد بن سلمان أن يدلف من خلاله وينجو بنفسه، وقد دعونا منذ أن تفجرت قضية خاشقجي لأن يلتفت أبناء هذا البلد العظيم ويقطعوا دابر الشر الذي تمثله الإمارات في الجنوب ويلتفتوا لإنقاذ بلادهم التي لا يجب أن تتوقف على إرجاع ( لعبة ) اسمها الرئيس هادي المحبوس في الرياض والحالم بأنه لا يزال يحكم بلداً بحجم اليمن عن بُعد وأنه سيعود في يوم قريب إلى عمق العاصمة التاريخية صنعاء ليعود ويحكم ولن يكون مصيره كمصير من كان هو نائبه في يوم من الأيام ووعد آنذاك بأن يكون مخلصاً له وللدولة قبل أن يجد علي صالح نفسه مخلوعاً ثم رئيس حزب وضع يده في يد الحوثيين حتى نعتوه بالخيانة وأردوه قتيلاً !، واليوم كل ما تروج له واشنطن في ضرورة إنقاذ هذا البلد إنما هو تنفيذ لأجندتها الانتخابية ولكنها قد ترتد بالأسوأ على ولي عهد السعودية الذي كان يريد من وقف حربه على اليمن عوناً فإذا بهذا الأمر سيصبح فرعوناً عليه، لأن هذه الحرب أظهرت بشاعة ووحشية التحالف السعودي الإماراتي الذي وضع يده الكبيرة على ثروات هذا البلد وتاريخه وساهم في تشيع أهله وسيطرة الحوثيين عليه بعد أن كانت حدودهم في صعده فإذا هم يستولون على صنعاء ويعلن ولي عهد أبوظبي من قصره أن العلم الإماراتي سيرفع قريباً على سد مأرب لكنه كان أشد جبناً من أن يفعل ما يقول، فلا تجعلوا من اليمن بوابة سكينة لهم وثورة دم عليكم، وليعد اليمن يمانياً عربياً كما عهدناه وليس كما تريد واشنطن له وتروج الرياض كذباً عليه وتحلم أبوظبي طمعاً فيه، فالأمر لا يخص قبيلة من قبائل اليمن ولا حزب فيه، وإنما هو اليمن الواحد الذي يجب أن يظل متوحداً لا يغريه شوال رز ينقذه من جوع ولا صرّة من مال تنجيه من فقر !. فاصلة أخيرة: لا تضيعوا فرصة أتت لتتحدوا وتحددوا أن عدوكم واحد من خارج خطوط الطول والعرض الخاصة بكم وإن كان يشترك معكم فيها [email protected]