27 أكتوبر 2025
تسجيلنعيش زمنًا ملوّنًاً يكثر فيه "المديح" و"التّبجيل" والمجاملة ، زمنًا مليئًا بالأقنعة والمظاهر الخدّاعة الكذّابة ، ومجتمعنا القطري ابتلي للأسف - مع قلتهم ولله الحمد- بفئة تتسلق الأكتاف وتتخذ من الدين والتدين وسيلة للكسب الرخيص، ووسيلة للوصول لأهداف سيئة قذرة سرعان ما تنكشف للجميع، ويبدو سواد صاحبها لأن المظاهر الخادعة سرعان ما تخبو ويظهر الباطن الحقيقي الخبيث لهذا الإنسان، إنهم قلة إلا أن لهم تأثيرا سلبيا، ولكن مما يُحمد أن الغالبية العظمى من أهلنا هم متدينون بالفطرة، وأهل ذمة وهذا هو الشائع والمنتشر بين الناس ولله الحمد.هناك أشخاص نفوسهم مريضة يتمظهرون برداء الدين ، ويتقمصون شخصية المسلم الزاهد التقي الورع ، ويعملون على تكريس هذا المظهر لدى أوساط العامة ومثلهم الخاصة ، وأنهم أهل دين وحرّاس الفضيلة، أو أنهم في أقل الأحوال هم من أصحاب الالتزام الذي لا يقبل الحرام ، لنجد أنفسنا أمام صورة مفرطة من صور (التدين المظهري) الذي لا يتجاوز كونه جلباباً أو رداءً لبسه كل من له غاية مرفوضة ، ولنكتشف أن تحت هذا الرداء أو هذا القناع ما يسوء المراقب وما يندى له الجبين من أناس استغلوا الدين وهو جوهر الفطرة من أجل غاية أو غايات دنيئة.هنا ننبه عن خطر فئة استغلت الدين باسم التدين ، وأفرطت في ذلك الاستغلال إلى درجة الكذب والتدليس على الناس ، وهؤلاء القلة لم يخرجوا عن صفة أهل النفاق والمنافقين التي أكدها الإسلام بحق هؤلاء ، كاشفاً سترهم ومحذراً منهم ، وأن مآل المنافقين يوم القيامة إلى الدرك الأسفل من النار ، لقد عانى المجتمع من هذه المظاهر الخادعة ، ومن هذه الوجوه المقنّعة بسمات التديّن ، تلك الوجوه التي خدعت الناس تارة لتستولي على ثقتهم واحترامهم وبالتالي الوصول إلى أموالهم، وتارة إلى تحقيق مكانة جماهيرية مؤثرة توصلهم الى غاياتهم الدنيئة. للأسف الشديد نجد أن من بعض ضعاف النفوس والعقول من يستغل الشكل والمظهر الخارجي للتدين بدون أي معنى للتدين الصادق ، فالتدين هو الخوف من الله وطاعته واجتناب معاصيه بكافة صورها ، وأن يكون الإنسان مثالاً وقدوة صالحة للآخرين، وعندما يُستغل الشكل الخارجي للتدين ويلبس هذا الملبس إنسانٌ مخادع غاشّ للناس ومحتال أو نصّاب ، فهذه فعلاً مصيبة المصائب ، لأنه يجني على نفسه ً، ثم على الناس المتدينين الأخيار الطيبين.المظاهر الخداعة هي قاعدة في عالم البشر وهي أيضا قاعدة في عالم الكلمات والألفاظ .. فعند هؤلاء المتسلقين كما يصنفهم أحد الكُتَّاب تنقلب الرشوة هدية وعطية .. والربا فوائد استثمارية .. والكفر حرية فكرية .. والنفاق سياسة ودبلوماسية.. والزنا تجارب عاطفية .. والتبرج والتعري كمال أجسام ورياضة بدنية.. والفوضى والهمجية عدالة وديمقراطية .. والخلاعة والمجون فنون شعبية وعروض ترويحية .. والعفة والحجاب تخلف ورجعية .. والتهتك والسفور حضارة ومدنية.أبرز المظاهر السلبية السيئة أن يكون التدين مؤسَّساً على نظرة شوفينية مغرقة في الذات بعقيدة شاذة لا زمام له ، بما يوقع صاحبها في دوائر الخطأ السلوكي الأخلاقي خاصة عند النّزوع إلى الوصولية المتسلقة لأهداف دنيوية. من حكم العرب : ما كل بيضاء شحمة .. ولا كل سوداء تمرة.. وليس كل ما يلمع ذهبا .. نسأل الله العافية والسلامة ، وأن يجعل بواطننا خيرا من ظواهرنا،،،، وسلامتكم