15 سبتمبر 2025

تسجيل

كفاح المرأة في الثورة الفلسطينية

06 نوفمبر 2015

المرأة الفلسطينية، فتاة كانت، أم أو زوجة هي عصب رئيسي في الثورة الفلسطينية تاريخيا، وفي الانتفاضتين: الأولى والثانية والثالثة الحالية، دورها في المقاومة يتخذ أشكالا متعددة: مباشر في الاشتباك مع العدو أو في مناولة الحجارة للشباب، كما يجري حاليا ويراه الناس على شاشات التلفزة.. هؤلاء الصبايا الملثمات بالكوفية الفلسطينية أو العلم الفلسطيني، وبطريقة غير مباشرة يشاركن في إعداد الأجيال من الشباب الممتلئ إيمانا بقضية شعبه الوطنية، والمستعد للتضحية بالروح في سبيلها ومن أجلها، ولولا هذه التربية العقائدية للأبناء من قبل المرأة الفلسطينية لما كانت كل هذه التضحيات الفلسطينية الهائلة على مدى قرن زمني، كم من الفدائيات الفلسطينيات قمن ويقمن بعمليات عسكرية؟ كم منهن قدن مجموعات فدائية؟ كم من الأسيرات في السجن؟ وكم؟ وكم، المقصود القول: إن المرأة الفلسطينية لم تغب مطلقا عن مشهد صراع شعبها مع العدو الرئيسي: العثماني والبريطاني من قبل والصهيوني حاليا، النقطة الدقيقة والمفصلية في نضالات المرأة الفلسطينية، أنه لم يكن مسموحا لها بالمشاركة في النضال العلني، الذي اقتصر على الرجل، وذلك نظرا للظروف الاقتصادية – الاجتماعية التي عاناها الشعب الفلسطيني بشكل عام، وفقا لمراحل تطوره الاقتصادي، والآخر الوطني، ولا يمكن الفصل بين العاملين، وتأثيرات ذلك على المرأة الفلسطينية بشكل خاص، القضية الأخرى.. بحكم عوامل عديدة (ليس محلها مقالة صحفية وإنما بحث مستفيض)، لا يمكن الفصل بين واقع المرأة الفلسطينية وواقع المرأة العربية، وخاصة أن جزءا كبيرا من الفلسطينيين يعيشون في الشتات العربي، بالتالي فإن التأثر والتأثير بين طرفي المعادلة لا يمكن إنكاره، صحيح أن واقع المرأة الفلسطينية تحت الاحتلال الصهيوني المباشر لا بد وأن يفرض سماته على ظروف المرأة ونضالاتها أيضا، ولكن عند استعراض قضية المرأة الفلسطينية علينا أخذه في العام وليس الخاص، علامة أخرى تركت تأثيرها المباشر على نضالات المرأة الفلسطينية وهي: الثورة الفلسطينية الحديثة وبالضرورة الانتفاضتان السابقتان والانتفاضة الدائرة حاليا، أيضا العامل الآخر فيما يتعلق بوضع المرأة تحت الاحتلال هو شدة إجرام قوات الاحتلال الصهيوني وفاشيته المطوّرة، وحدة استفزازاته، أيضا بعد فشل الأحزاب الوطنية والقومية والديمقراطية على المستوى العربي (بفعل عوامل عديدة) ولأن الطبيعة تكره الفراغ بالطبع، فإن قوى الشد العكسي، خططت لإعادة المرأة عقودا إلى الوراء بل قرونا سابقة، قوى الشد العكسي أوقفت حركة تطور المرأة وحقوقها، وعطلت جزءا ليس قليلا من طاقات المرأة الفلسطينية، لكن وعي المرأة الفلسطينية لكل العوامل المذكورة، استطاع الحد من اندفاعة قوى الشد العكسي تلك.لم تستكن المرأة الفلسطينية في أي محطة من محطاتها لتكن قي خضمّ الصورة، ولم تقبل بأقل من أن تكون شريكاً رئيسياً في النضال ومواجهة الاحتلال إلى درجة تحمّل تعذيبه وقمعه، فقدمت على مدار الثورة العديد من النماذج المشرقة التي كانت منارات نضالية وثورية، ليس على صعيدي المرأة الفلسطينية وشقيقتها العربية فحسب، بل على صعيد المرأة على النطاق الإقليمي والآخر العالمي.