14 سبتمبر 2025
تسجيلأعترف بأني أواجه صعوبة في ملاحقة الشأن العربي نظرا لتعدد ذلك الشأن، في الأسبوع الواحد تتكاثر مصائب أمتنا العربية ولا شك أن المشتغل بالقلم يجد صعوبة في معالجة شأن عربي واحد في ذلك الأسبوع لأنها قضايا متشعبة ومتلاحقة. هذا الأسبوع طالعنا محمود عباس بموقفه الصريح والمشين من حق العودة الذي أنكره على نفسه، وأنه لن يسمح بأي انتفاضة فلسطينية تطالب بحق العودة، وأن فلسطين عنده هي الضفة الغربية وقطاع غزة وحدودها خطوط الرابع من يونيو عام 67. هذا الموقف يحتاج منا نحن أهل القلم أن نمعن النظر في هذا الشأن لنبين مخاطره على الحقوق الفلسطينية. حدث آخر هو مقتل رجال شرطة في مدينة العريش المصرية شمال سيناء على يدي مسلحين مجهولين في الوقت الذي تجرى عمليات تطبيع فتح معابر رفح بين مصر وغزة واعتراض إسرائيل ومحمود عباس على فتح المعابر. عملية الاغتيال هذه لاشك أنها ستشغل صانع القرار المصري وتربكه خاصة بعد مظاهرات لرجال الأمن مطالبة بإقالة وزير الداخلية الجديد ومحافظ شمال سيناء إلى جانب ما يشغل القيادة السياسية المصرية اليوم من هموم وانقسامات محلية. الحوثيون في اليمن يستعرضون قوتهم في ذكرى يوم الغدير تحت توجيه وتمويل الرئيس السابق علي عبد الله صالح نكاية بحكومة عبد ربه منصور، وفي جنوب اليمن حراك انفصالي ممول ومدرب ومسلح من قبل إيران لمواجهات دامية ضد وحدة اليمن واستقراره، والشأن اليمني مقلق ومخيف ويحتاج منا جميعا نحن العرب تضافر كل جهودنا لإنقاذ اليمن من محنته وفي أسرع وقت. الخليج العربي قلنا ونكرر القول إنه في مهب الريح، هذه الكويت تهدد بإنزال الجيش إلى الشوارع لمواجهات مع الشعب المطالب بتفعيل الدستور لا بالالتفاف عليه من قبل السلطة السياسية العليا وفي هذه الحالة إذا نزلت قطرة دم على تراب الكويت بفعل الجيش أو اعتقالات قيادات سياسية فإن الكويت ستواجه عواقب وخيمة لا سمح الله.. البحرين كل يوم يمر على الأزمة بين المعارضة والحكومة دون حل جوهري سيقود البلاد برمتها إلى كوارث سياسية يصعب حلها، وذلك ما سينعكس على أهلنا في السعودية والإمارات المتحدة. الغارة الجوية الإسرائيلية على السودان وتدمير مصنع ذخيرة متواضع المهم أن الحكومة السودانية أصدرت بيانات متناقضة ومرتبكة، والحق أنها وقعت في حيص بيص كما يقول المثل الخليجي ولا شك أن الطائرات الإسرائيلية المعادية مرت في أجواء بعض الدول العربية فإذا علموا بمرور تلك الطائرات المعادية في أجوائهم وسكتوا عنها فتلك مصيبة وإن لم يعلموا فالمصيبة أعظم. يلاحظ المواطن العربي أنه ولا حكومة عربية أو أحزاب سياسية أدانت وشجبت واحتجت على ما فعلته إسرائيل بأهلنا في السودان، أليس ذلك التجاهل وصمة عار في جبين الحكومات العربية؟ (2) في الدوحة تجرى مداولات بين أعضاء المجلس الوطني السوري لتوحيد الجهود والاتفاق على قيادة موحدة عسكرية وسياسية وتوسيع دائرة العضوية ولكن الأسى يعتصر الفؤاد " تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى "الإسلاميون يقولون، والقوميون يقولون والليبراليون يقولون قولا آخر والعلمانيون لهم رأي في الكل بمعنى آخر المجلس الوطني السوري عبارة عن قبائل وأحزاب ونحل وملل تسمع كلامهم يعجبك تشوف مواقفهم تستعجب والنظام الحاكم في دمشق يحرق الأخضر واليابس في سورية الحبيبة والمعارضة ما برحت مفككة، وكل يريد أن يكون الزعيم، تصريحات السيدة كلينتون عن تجاوز المجلس الوطني لم تأت من فراغ لأن بين أعضاء المجلس من يسمع رأيه في واشنطن أكثر من قيادة المجلس وهنا الخطورة. المجلس العسكري السوري متهم بمحابات جماعة مسلحة على حساب جماعات أخرى وأنه فشل في توحيد المعارضة المسلحة. سمعنا أن قيادات عسكرية ذات رتب عالية من خيرة ضباط الجيش السوري قد انشقت عن النظام لكنها أصبحت بلا دور في ميدان المواجهة المسلحة مع النظام لأن مجموعة من الضباط صغار الرتب العسكرية. يقودون العمل المسلح تنقصهم الخبرة القتالية وفنون الحرب والوعي السياسي بأبعاد ما يفعلون وما يقولون. نموذج ذلك معركة حلب هل وضعت لها خطة عسكرية إمداد وتموين واستطلاع واتصالات مؤمنة. معارك تحرير المدن لها إستراتيجيات خاصة ولها أسلحة خاصة ووحدات قتالية خاصة وهذا مع الأسف لم يتم في حلب. المجلس العسكري متهم بالأنانية والانحياز لقطاعات مسلحة ضد قطاعات أخرى، جماعات مسلحة مختلفة لا رابط بينها ولا تنسيق ولا توزيع أدوار ميدانية، وكل له مصادر تمويله وكل له مرجعيته، لواء التوحيد الإسلامي يختلف عن جبهة النصرة، لواء أحفاد الرسول وكذلك الجماعات الجهادية كل منهم له سبيله. أقول: كثرت المصائب على العقل العربي الأمر الذي قد يعجزه عن ملاحقة تلك الكوارث. آخر القول: دعوة إلى المجلس العسكري الثوري والمجلس الوطني السوري المدني اتحدوا وأخلصوا عملكم من أجل إنقاذ سورية الحبيبة قبل فوات الأوان.