10 سبتمبر 2025
تسجيلاصبر على مُرّ الجفا من معلمٍ، فإن رسوب العلم في نفراتهِ ومن لم يذق مُرّ التعلم ساعة، تجرع ذل الجهل طول حياتهِ ومن فاتهُ التعليم وقت شبابه، فكبّر عليه أربعا لوفاتهِ أبيات شعر جميلة للإمام الشافعي رحمه الله عن أهمية العلم وقيمة المعلم الذي يحمل رسالة تتضمن أمرا إلهيا كان أول ما لُقن به الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وهو يتعبد في غار حراء قبل أن يُبعث رسولا للأمم كلها وهو في كلمة (اقرأ) وهي أول آية أُنزلت على نبينا تأمره بالقراءة وتأمر أمته من بعده لتحصيل العلم من مصادره ومناهله ولذا تكونت للعلم أهمية كبرى في تحصيله والنهل منه قدر المستطاع وألا يتوقف الشخص عند منبع واحد له بل أن يتحصل منه مادام قادرا على ذلك وتكونت في المقابل أهمية كبرى للمعلم الذي يقدم هذا العلم لتلاميذه وطلابه فيبحث عن مصادره الثقة ويقدمه لهم بأسلوب ميسر يسهل حفظه وفهمه ولهذا كاد المعلم في نظر أحمد شوقي أمير الشعراء أن يكون رسولا لعظم رسالته ودوره العظيم الذي يؤديه لتعليم الأجيال وإخراج أمة متعلمة ليست غارقة في مستنقعات الجهل وأوبئة عدم المعرفة بالأمور الذي يجب فهمها جيدا خصوصا في هذا العصر الذي بات فيه الجهل مقبرة الإنسان الدنيوية يعيش فيها حيا يرزق مثل الإرهاب الذي تستغل خفافيش الظلام فيه ذلك الجاهل الذي لم يستق من العلم قطرة واحدة فيغرق بعدها في محيط الإرهاب وجرائمه دون وعي منه أو إدراك بأن الجهل كان سببا رئيسا لضياعه ثم هلاكه لاحقا. نحن في يوم المعلم العالمي نوجه من منابرنا جميعا التحية الكبيرة لكل معلم ومعلمة في مدارسنا على اختلاف المراحل والصفوف وجامعاتنا ومعاهدنا التعليمية الذين يقدمون عصارة علمهم واجتهادهم في تلقي العلم وفهمه وتحصيله لأبنائنا الذين سوف يغدو منهم معلمين يعلمون أجيالا تأتي وهي تحية ممزوجة بالتقدير والعرفان والاحترام لجهودهم التي يبذلونها لأجل رفعة العملية التعليمية في بلادنا وإن كنا لا نزال في انتظار حلول أخيرة وضمانات مؤكدة لأن ينخرط المواطن القطري في سلك التدريس وألا تكون سياسة التعليم لدينا سياسة منفرة لهذا التوجه الذي لا يزال في انتظار الأسباب ووضع الحلول خصوصا وأن المدارس تفتقر اليوم لوجود المعلم القطري نظرا لما يعانيه في كثرة التكليفات الإدارية والتعليمية على حد سواء بالإضافة لعدم استطاعته التوفيق بين واجباته المكلف بها كمعلم وبين دوره الاجتماعي كأب أو زوج أو غيره وهذا لا يعود لعجزه الشخصي وإنما لكثرة الأعباء التي يجب تأديتها في وظيفته كمعلم ومربي أجيال في نفس الوقت ونقل واجبه كمعلم حتى خارج أوقات الدوام الرسمي نظرا لما يتطلبه عمل من التحضير للدروس أو حتى لأي مناسبة اجتماعية أو وطنية يجب على المدارس أن تشارك بها من كوادر طلابية ومعلمين وهذا كله قد أسلف كثيرون في ذكره وشرحه والبحث عن حلول للمستعصى منه لأننا بهذا ننفر الدفعات التي تتخرج أو حتى التي تلتحق بالجامعة من الانخراط في سلك التعليم والالتحاق بركب طلاب كلية التربية للعمل بعد ذلك كمعلمين ولكننا للأسف لا نزال نتحدث عن المشكلة ولم نلق حلا ناجعا لها ومع هذا لا يجب أن نجهض حق المعلمين على كافة جنسياته العاملين لدينا في قطر وفي العالم ممن يؤدون عملهم بأمانة وصدق وإخلاص ويقدمون لتلاميذهم كل ما يحتاجونه من المعرفة والعلم والتربية الصحيحة فشكرا لهم وشكرا لكل من علمني حرفا وأنا اليوم ممتنة لمعلماتي لا سيما معلمتي (فدوى سليمان) معلمة اللغة العربية في المرحلة الثانوية والتي تنبأت لي بمستقبل باهر في الكتابة والبراعة في التأليف إملاء وقواعد والحمدلله إنني أحسب نفسي على قدر توقعها وأملها في صاحبة المقال التي تقرأونه الآن بإعجاب كما آمل.