16 سبتمبر 2025
تسجيللا أريد أن أكون متشائمة حيال خطط (أشغال) في الدولة، لكن ما نراه حقيقة يجعلنا نتساءل بواقعية: هل تقوم مشاريع أشغال على دراسة وافية وخطة بعيدة المدى، أم إنها فعلا خطط عشوائية لا تقنين فيها ولا ترتيب؟! فمنذ أقرت الدولة عودة الحياة لطبيعتها بصورة لا تزال تحت الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا داخل الدولة، ولكن مع ذلك سمحت لقطاعي العمل والتعليم بأن يباشروا مهامهم بسعة 100% بعد أن توقف قطاع العمل حتى 80%، بينما تفاوت حضور الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم بين الاستمرار في التعلم عن بعد والحضور الفعلي على مقاعد الدراسة في المدارس والجامعات، والبلاد تشهد ازدحاما غير طبيعي في الحضور للعمل أو المدرسة وحتى في وقت الخروج منهما في ساعات الذروة، ولا يكاد يخلو شارع إلا وتصادف فيه تلك الزحمة الغريبة التي زاد من حدتها وضع الشوارع اليوم المحملة بالحفارات والعمال والموانع والحواجز الإسمنتية والتحويلات غير المعبدة والعشوائية التي باتت عليها شوارع وأحياء الدوحة وخارج الدوحة أيضا بسبب ما نراه من أعمال طرق ومشاريع صرف صحي وتعبيد ورصف وتوسعة الحارات والشوارع؛ وكل هذا في وقت واحد يصادف منذ أيام قرار مجلس الوزراء بأن يباشر جميع العاملين أعمالهم بنسبة 100%، بينما أقرت وزارة التعليم بأن يكون الحضور الفعلي للمدارس إلزاميا بصورة دائمة وفق شروط معينة لتفادي تفشي الفيروس. ورغم أن هذين القرارين قد أسعدا كثيراً من الموظفين والأمهات والآباء، إلا أن الواقع الذي تديره أشغال في الشوارع والأحياء قد وضع مرتادي الشوارع في (حيص بيص) الالتزام بالتواجد في مقر العمل أو المدرسة ضمن الوقت المحدد، وهذا أمر لربما لم يلتفت له القرار، لكن الوضع بهذا السوء وتلك الشكاوى التي تتزايد وتستمر حتى على مدار اليوم يحتاج إلى دراسة قرار أن تكون السعة الاستيعابية لمجالي العمل والدراسة 100% لسببين؛ أولهما أن هناك لا يزال خطر فيروس كورونا ومتحوراته الأشد خطرا من الفيروس الأم قائما، وممكن أن تحدث نكسة لا سمح الله تعيدنا جميعاً للمربع الأول، لا سيما وأن أمامنا مناسبات رياضية مهمة مثل تنظيم نهائي كأس الأمير الذي سيشهد افتتاح أحد ستادات مونديال كأس العالم 2022، وهو ستاد الثمامة بسعة جمهور 100% تخضع لإجراءات في استحقاق المتطعمين بلقاح كوفيد 19 المعتمد به في قطر، وثاني المناسبات الكبرى هو كأس العرب وهو نسخة مصغرة من كأس العالم وتمتد البطولة من 30 نوفمبر القادم وحتى 18 ديسمبر من العام الجاري، وهي مناسبات تستحق الاستعداد لها صحيا بخفض مستوى الإصابات إلى أقل من المتوقع لكي لا نشهد ما يمكن أن يجبرنا أن نغير في خطط الحضور الجماهيري لهما، وثاني هذه الأسباب وأشدها واقعية هي حال الطرق والشوارع التي تكاد تتفجر بالحواجز والإشارات التنبيهية لمرتادي الطرق والتحويلات غير المرصوفة وعشوائية البدء في مشروع، ثم إهماله والبدء في آخر وكأن هناك فائضاً في عدد العمال وأدوات الحفر والموانع والمهم هو زرعهم في الشوارع والحواري، ثم تركهم كعمالة سائبة لا تبدأ بمشروع وتستمر به وتنهيه كاملا ضمن جدول زمني محدد؛ أشك فعلا أن خطط أشغال تقوم على هذا الجدول أو سمعت به قبل الموافقة على تنفيذه على أرض الواقع، وهو الواقع الذي يبدو اليوم كارثة، خصوصا وأن الزحمة المرورية قد زادت من سلبيته على المنظر العام وعلى مرتادي الطرق وضاعف أيضا من جهود الدوريات مثل المرور ولخويا في تنظيم السير في هذا الجو الخانق من الحرارة العالية والشمس القوية. ولذا فنحن نريد ما يمكن أن يتوسط بين القرار برفع سعة العمل والدراسة 100% وما يتحداه في عشوائية عمل أشغال غير المدروسة في توزيع بدء المشاريع في الطرق والفرجان، ناهيكم عن ضبابية الجدول الزمني لكل مشروع.. ومنا إلى المسؤولين في هيئة أشغال والتي لا نتمنى أن تأتيك الإجابة على شكل رد آلي و تلقائي يقول: الرجاء الاتصال على الرقم 188 للتواصل معنا على مدار 7 أيام ! هرمنا !. [email protected] @ebtesam777