19 سبتمبر 2025
تسجيلرئيس مجلس الشورى أو النواب أو الأمة، منصب استثنائي بكل المقاييس، شخصيته تنعكس على أداء المجلس، وكاريزميته تعمل على انضباط المجلس، ودرايته وإلمامه بالدستور وباللوائح الداخلية تضبط النظام داخل المجلس، وحسمه يخلص جدول الأعمال من الشوائب ما بين إفراط وتفريط. لذلك هو منصب له مواصفات خاصة، على أعضاء المجلس أن يحسنوا الخيار في حالة الاختيار، مجلس الشورى هو أداء رئيسه ومدى توافق هذا الأداء ورغبة الأعضاء، تحضرني أسماء عديدة لرؤساء مجالس كان أداؤهم قوياً، أشهرهم أحمد السعدون في الكويت، ومن بعده الخرافي رجل التوافق بين المجلس والحكومة، لك أن تقارن هؤلاء بمن جاء بعدهم ومستوى أداء المجالس في عهد كل منهم، لندرك ماذا تعني شخصية رئيس المجلس للأعضاء وللمجتمع كذلك. أيضاً كان هناك حافظ بدوي رئيس مجلس الشعب المصري إبان مرحلة السادات ثم صوفي أبو طالب إبان عهد مبارك كانا على مستوى من الثقافة كبيراً سد فجوات ضعف الأداء إن هو حصل وتكرر، سمات رئيس المجلس، بالإضافة إلى الخبرات المكتسبة والإلمام بما يكفي بعلوم الإدارة، إدارة الجلسات سواء كانت مجالس إدارة أو منظمات بأشكالها، أيضاً الثقافة العامة وثقافة المجتمع بالأخص، له قبول شعبي متزن لا يعمد إلى ردود الأفعال ولا الانفعال، لأنه عرضة يومياً لانفعالات الأعضاء، لا يكون حكومياً ولا يكون ضد الحكومة، حساسية وضعه تحمي المجلس وتحمي الأعضاء أو من لا يملك رأياً للالتحاق به والتستر خلفه. مجلسنا مجلس تشريعي هذه المرة أي أن التداول سيكون صلب العملية التشاورية لصياغة مشاريع وصنع تقارب لوجهات النظر حولها للخروج بمشاريع قوانين أو مراجعة قوانين يمكن أن تقدم بشكل يمكن اعتماده والموافقة عليه، وعلى الجانب الآخر دور الأعضاء أيضاً كبير وخطير إن لم يكن في تقارب مع أداء الرئيس ونائبه، حتى لا تختل المعادلة بين الطرفين وإذا كان هناك نقل تلفزيوني، فالأدوار كلها تحتاج إلى انضباط وعدم افتعال لجلب الأضواء، فأحياناً كثير الصمت أكثر كلاماً من كلام لا يقول شيئاً. مجالسنا السابقة كان للمكانة الاجتماعية الدور الحاسم في اختيار الرؤساء، اليوم نحن بحاجة إلى فاعلية الأداء أيضاً، فالخصومة في المواقف وليست الخصومة الشخصية أحد أبرز سمات المجالس المنتخبة. أتمنى التوفيق للأعضاء وللرئيس القادم [email protected]