15 سبتمبر 2025

تسجيل

شتّان ما بين خبرة اللاعب والمدرب

06 أكتوبر 2019

  حياة الإنسان عبارة عن تجارب، وخلف كل تجربة ناجحة هنالك عشرات من التجارب الفاشلة، وهي ليست فاشلة على حد وصف المخترع الأمريكي توماس أديسون بل هي تجارب غير ناجحة تكتسب منها دروساً مستفادة وترسم لك طريق النجاح، مباراة يوم الثلاثاء كانت إحدى التجارب غير الناجحة للمدرب الإسباني تشافي هيرنانديز.تشافي وبالرغم من مسيرته العظيمة كلاعب فإن علينا أن نتذكر أنه ما زال في بداياته ومازال يرسم طريق النجاح له كمدرب، سيواجه ظروفاً صعبة كالتي واجهها أمام الهلال يوم الثلاثاء، السد كان الأفضل في اللقاء إلى نقطة التحول المتمثلة بطرد عبدالكريم حسن في الدقيقة ٣٤ بعدها فلتت الأمور من سيطرته ومن سيطرة لاعبي السد، فشاهدنا لاعبين ذهنياً خارج اللقاء ولاعبين يسرع استفزازهم، وكل هذه الأمور أثرت على الحضور الذهني للاعبي السد، مما انعكس على قراراتهم على أرضية الملعب، بين شوطي المباراة بالنسبة لي كان تحدياً جديداً لتشافي هل سينجح في إعادة اللاعبين ذهنيا إلى اللقاء والأهم من ذلك كيف سيدير الشوط الثاني وهو يلعب بـ ١٠ لاعبين ومتأخر بالنتيجة؟ هل سيتحلى بالواقعية ويتكيف مع الظروف أم يستمر بنفس الأسلوب الذي يؤمن به، لأنه وفي مثل هذه الظروف تحتاج لأن تخالف مبادئك ولعلي هنا اقتبس ما قاله المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو بعد مباراة أياكس وتوتنهام في نصف نهائي دوري الأبطال "أحياناً تحتاج إلى مخالفة فلسفتك لتفوز"، تين هاغ وتشافي مدربان يؤمنان بنفس الأفكار ويتشاركان نفس الفلسفة الكروية وهي الفلسفة التي غرسها يوهان كرويف في أياكس وبرشلونة. والجواب كان واضحاً بأن تشافي كمدرب مؤمن جدا بفلسفته ولن يقبل بالتنازل عنها مهما كانت الظروف واستمر السد بنفس الشكل والأسلوب وبنفس النزعة الهجومية التي يؤمن بها تشافي، التي بدأ بها السد اللقاء والتي شاهدناه يطبقها مراراً في مباريات هذا الموسم. ولكن هل كانت هي الطريقة الصحيحة لإدارة الوضع ؟ في الشوط الثاني كان من الأجدر أن يدخل بمبدأ احتواء الأزمة - إن صح القول - والخروج بأقل الأضرار على أمل العودة للمباراة في مباراة الإياب، لأن مباريات خروج المغلوب لها حسابات مختلفة ولا تنتهي في ٩٠ دقيقة. وكان من الأفضل لتشافي والسد أن تتم التضحية بأحد ثلاثي المقدمة ونزول حامد إسماعيل ليشغل مركز الظهير الأيسر ومع بقاء سالم الدوسري كمحور لأجل التأمين الدفاعي والمحافظة على النتيجة ؟ التخلي عن مبادئك التي تؤمن بها في مثل هذه الظروف أمر يحسب لك كمدرب وليس عليك لأنه يظهر بأنك مرن وقادر على التكيف مع كل الظروف. وما حدث يوم الثلاثاء كان درسا لتشافي وأنا متأكد أنه سيستفيد منه ومن هذه التجربة لأجل تطوير نفسه في المستقبل. رسالة إلى تشافي: عندما تسقط في هذه اللعبة احرص على أن تسقط للأمام وألا تتوقف عند تعثر أو تتراجع، سرّ التميز فيها الاستفادة من العثرات.