23 سبتمبر 2025

تسجيل

التنمّر.. والمسئولية المشتركة

06 أكتوبر 2019

عوامل كثيرة تشكل سلوكيات وأخلاقيات الأبناء نلمس خطرها بوضوح حين يحدث موقف ما، وحين يقع الخطر يكون حديث المجتمع بالاستنكار والرفض والألم، لم نسمع مسبقا عنها وبهذا الانتشار التنمر، والجنس الثالث والسويكة، حتى تحول معظمها إلى قضايا وشكاوى اتخذت سيرها في المحاكم لايُعلم عنها، ولاتتفق مع القيم الأخلاقية والدينية، وأين ! مع الأسف " في البيئات المدرسية بين الطلبة من كلا الجنسين، فحادثة التنمر التي حدثت منذ أيام لأحد الطلبة من قبل زميله بهدف التحدّي وإبراز القوة الجسدية والعنف والسيطرة والتحكم، أشعلت الوسائط المجتمعية بالاستنكار والاستعطاف واختلاف الآراء حول النشر وعدمه، فليست جديدة، وليست الأولى، فهذا السلوك العدواني النفسي عهدناه بصورة فردية أوجماعية "الفزعة " بين الطلبة، كما هو منتشر في أغلب دول العالم، تفرزه بيئات أسرية غائبة عن تربية أبنائها، أو مفككة يغيب فيها التوجية والمراقبة، أو أسر ديدنها العنف في تعاملها مع أفرادها، أونتيجة إدمان ممارسة الألعاب الإلكترونية التي تحمل طابع العنف وتؤدي إلى التأثير على الفكر وتأصيل مفهوم العنف، وترويج الأفكار العدائية ومن ثم ارتكاب الجريمة، أونتيجة لضعف الثقافة الدينية والوعي الديني اللذين ضعف تواجدهما في مناهج التعليم في المدارس المستقلة والخاصة ودورها في التوعية لتلك الممارسات والسلوكيات الإجرامية المشينة التي تتنافى مع الدين، لذلك مايقع من عنف على الآخر الطرف الضعيف دون سبب لإبراز عضلات القوة والسيطرة جريمة مجتمعية،. والسكوت دون اتخاذ الإجراءات القانونية يؤدي إلى استفحالها وانتشارها بنتائجها المشينة. …. تفعيل الرأي العام بالاستهجان حول حادثة التنمر الواقعة عن طريق تداول المشهد " الفيديو" وانتشاره تصرف إيجابي أدّى إلى تفعيل اهتمام الجهات المسئولة سواء في وزارة التعليم أو وزارة الداخلية بالتجاوب السريع ولأول مرة يحدث مثل هذا التفعيل الإيجابي المجتمعي المشترك والمستنكر لهذه الواقعة المؤلمة، فكم من حوادث وقعت مشابهة وألحقت الضرر بأصحابها وطويت صفحاتها وضاعت حقوق أصحابها، فالاستمرارية في الاستنكار صفة محمودة لأي سلوك شاذ يحدث في المجتمع من أجل الحفاظ على المقومات السلوكية والأخلاقية الفردية والمجتمعية، خاصة مع الانفتاح المجتمعي والانفتاح الإلكتروني والعالم الافتراضي الذي يُستقى منها الغث والسمين من الثقافات والسلوكيات دون تقنين ومراقبة وتحصين ديني. ومع هذه الحادثة التي ربما تكون بداية أونهاية لحوادث أخرى يتوقع حدوثها مستقبلا داخل النطاق التعليمي أوخارجه، والتي يجب ألا تتوقف عند اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة فحسب، وإنما يجب دراسة الأسباب لهذه الظاهرة المنتشرة وغيرها وإيجاد الحلول للقضاء عليها. كما هو وجوبية مراجعة استراتيجية المناهج الدراسية في المدارس المستقلة وضرورة العودة إلى إعطاء مادة التربية الإسلامية أهمية بعد تقليصها وتقليص حصصها، لتوعية الطلبة بالمفاهيم الدينية وتفعيلها، ما الذي جنيناه الآن، أليس سلوكيات العنف والاعتداء القسري والتنمر وانتشار السويكة والجنس الثالث بين الطلبة، هي نتيجة غياب الثقافة الدينية وضحالتها في فكر أبنائنا في المدارس المستقلة والخاصة التي همشت دور تدريس التربية الإسلامية والدينية في تشكيل الشخصية الإنسانية السوية القائمة على الحب والتسامح ونبذ المنكرات ومعرفة الحدود في التعامل مع الآخرين وغيرها ! أليس التربية تسبق التعليم والتي حذفت من مسمى الوزارة !! كوريا الجنوبية نموذج هي الأكبر والأسرع تطورا في التعليم إلا أن مبدأها "الأخلاق والتربية قبل التعلم " أسلوب التنمر الذي حدث وانتشاره في الوسائط المجتمعية كان بمثابة إشارة ضوئية لتنبيه الجهات المسئولة عن الطلبة بدءا بأولياء' الأمور الذي يقع عليهم العبء الأكبر في التربية الخلقية، وتحصين أبنائهم بالإيمان وتقوية نوازع الخير وضبط نوازع الشر والمتابعة والعقاب، ثم المدرسة بالإهتمام بالجانب الديني من خلال تقوية المناهج والبرامج الدينية والتركيز عليهما في ظل التحديات العصرية التي تعصف بكل بناء أخلاقي وسلوكي في الشخصية الإنسانية إذا لم تحصّن تحصيناً دينيا سليماً وقوياً، التركيز على الإشراف المستمر داخل وخارج أسوار المدرسة عن طريق المشرف الاجتماعي والإداري.. وتفعيل اللائحة السلوكية التي أقرتها وزارة التعليم بجدية بعيدة عن العواطف والوساطات لتكون رادعة لمثل هذه التصرفات وقدوة. أن اتخاذ الإجراءات العقابية ستكون رادعة لمن تسول له نفسه بارتكاب مثل هذا الحدث غير السويّ. [email protected]