27 أكتوبر 2025
تسجيلما يحدث من مذابح في سوريا والعراق واليمن أنموذج لمعارك تدور رحاها في العالم الإسلامي، تشنها دول الشر ضد العالم الإسلامي بمباركة غربية، وقد تحدثنا للأسف الشديد منذ زمن، وحتى اليوم عن تلك المواقع التي حدثت فيها أكبر مذبحة على المسلمين وبالأخص على أهل السنة، والأدهى أن هناك معركة في نفس الوقت لا يسمع حسيسها أو ضجيجها يديرها من يضمرون للإسلام شرا داخل الحركات الإسلامية ضد النصوص الشرعية وحملتها من العلماء المسلمين، وهم تكرار لأمثالهم في فترة السبعينات والثمانينات التي تركزت حملتهم على التغلغل في مؤسسات الدولة لضرب الإسلام في الداخل . التركيز على الحركات الإسلامية هو الهدف الأعلى لهؤلاء المتربصين كونها مقبولة شعبيا ومؤهلة لقيادة الأمة فاستغلت قيام الثورات بما سمي "الربيع العربي" في مناطق عربية متأصل فيها دستور الإسلام وفيها من العلماء المدافعين عن قيم الإسلام ومبادئه السامية، فتغلغل هؤلاء من خلال هذه الثورات وفق برامج ودراسات بهدف التحرر من القيود والنصوص الشرعية تحت شعارات عدة وهذا التيار المتماسك نشأ عبر برامج تغريبية متعددة.من البرامج المستهدفة ضدنا ما يسمى ببرنامج "فولبرايت" الذي يقوم ظاهريا على زيادة التفاهم بين مواطني الولايات المتحدة ومواطني الدول الأخرى ويلقى رواجا لمهامه في أكثر من 155 دولة، ويعتبر هذا البرنامج الوحيد الذي استطاع أن يتغلغل وسط أبناء المسلمين، بالإضافة إلى برامج أخرى مثل البرنامج الدولي للتعليم والتدريب العسكري وبرنامج الزائر الدولي القيادي الذي يهدف إلى كسر الحاجز العقدي والقيمي والأخلاقي وبرنامج "بذور السلام" وآخرها برنامج "فرق السلام" الذي تولت إدارته حكومة الولايات المتحدة منذ عام 1960.ما يحدث في عالمنا الإسلامي من اختراق يجب الوعي بمضمونه وأبعاده ولا نأخذه على عناته بكل سذاجة ونعتقد أنه في سياق التحضر والتطور، فهذه البرامج وغيرها هدفها الرئيسي المسخ الفكري لعقل المسلم، وخاصة في النخب وداخل التيارات والحركات الإسلامية، ولتأكيد أهداف تلك البرامج نشير وبكل وعي إلى أنها كانت مسلطة من قبل على المعسكر الشيوعي أيام الحرب الباردة فلما انتهت من تفكيك العالم الشيوعي حولت رأس حربتها لتفكيك العالم الإسلامي وخاصة التيارات الإسلامية التي تعتبر التحدي الأكبر لثقافة الغرب ووجود إسرائيل .لهذا يقول سارتر الوجودي اليهودي بأن "البشر ما داموا يؤمنون بالدين فسيظل يقع على اليهود تمييز مجحف على اعتبار أنهم يهود، أما إذا زال الدين من الأرض وتعامل الناس بعقولهم، فعقل اليهودي كعقل غير اليهودي ولن يقع عليهم التمييز المجحف" وهذا هو الهدف من هذا الغزو الصامت.للأسف أن الأغلب من إخواننا في العالم الإسلامي لا يعرف هذا التيار الذي صار له تنظيم وإعلام وقنوات وبدأت آثاره تظهر من خلال ما نسمعه من السخرية بالله ورسوله وكتابه وشريعته والعلماء علنية والبعض مع كل هذا ما زال يعتبر أن الصراع هو صراع أفهام وتفاهم .إنها مذبحة أخلاق وقيم تلك التي تحدث من وراء تلك البرنامج والمؤسسات الصهيونية الهوى يمارسونها بطرق ناعمة ليتحول المشارك فيها بعد ذلك إلى محارب للقيم والنصوص يوجه إليها قنابل الشبهات الفتاكة ويحدث هزة في الصف وهو ما نلاحظه اليوم في بعض التيارات الإسلامية في أغلب البلدان.والذي يسأل بعض من غرر بهم والتحقوا في هذه البرامج يحكون قصصا مروعة، ويؤكدون الأهداف المعلنة من الداخل والتي كانوا غافلين عنها إبان الاستقطاب . وسلامتكم