19 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب سمو الأمير

06 أكتوبر 2015

لقد كانت مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى أمير البلاد المفدى في الجلسة الافتتاحية العامة للدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، وما تناوله من خلال خطابة أمامهم كان له أثر عالمي وشعبية بعيدة المدى في نفوس الشارع العربي والعالمي من خلال كلمات وعبارات مزجت ما بين الحكمة والاتزان والوعي الفكري والسياسي والديني وما تمر به المنطقة العربية والخليجية والدولية بشكل عام من أزمات وحروب وقضايا سياسية واقتصادية بصورة يعجز المحللون السياسيون والاقتصاديين والإعلامييون عن وصفها بصورتها الواقعية والمؤلمة في الوقت الحالي، ولكن تناولها سموه بشكل شامل من خلال عملية العرض الشامل لها ولنتائجها وما ترتب عليها من آثار وخيمة حلت على المنطقة كاملة وقدم من خلالها صورة واقعية للأزمات العربية ومزيج من الحلول وفتح لغة الحوار والمبادرات الإنسانية والسياسية بصورة راقية عبرت عن هموم كل مواطن عربى وخليجى، وربما تناولته وسائل الإعلام المرئية وغيرالمرئية، ويكاد ما عبر عنه المغردون باختلاف جنسياتهم ومستويات تفكيرهم ووعيهم بأن خطاب سموة عبر عن غضب وأمنيات وطموح الكثير منهم بلسان عربى واحد ويليها اللغة التي كان يتحدث بها، لغة شملت اللسان العربي وليس القطري أو الخليجي، ومنها هموم الشارع العربي بأكمله، ولم يخص قضايا معينة وجعل من خطابه رسالة كل إنسان عربي، وكأنه هو المتحدث بلسانه أمام الجمعية، مما نتج عنه تفجر العقول والقلوب مع خطابه وتسلسله العربي بقضايا الأمة في مضمون واحد يشمل هموم وطموح المنطقة العربية، وذلك ابتداء من القضية الفلسطينة الأم، والتي تشغل بال كل عربي والدور القطري تجاهها، ولم تبخل دوله من خلال مواقفها السياسية والإنسانية والاقتصادية والداعمة بشكل حيوى وفعال وما تعهدت به قطر من مواقفها بدفع مبلغ مليار للإعمار، ولكن ماذا كانت مقرارات المؤتمر الدولي بمبادرة نرويجية ويليها نظرته العامة للمسجد الأقصى من زوايا دينية وسياسية وربطها بالأحداث الجارية من ظلم وانتهاكات للمقدسات الدينية ويتبعها هموم الشارع الفلسطيني، وأنه لا بد من التسوية العادله، والتي تسمح بانتهاء هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية ولم ينتسَ في خطابه الأزمة السورية والظلم الفادح الذي يتعرض له الشعب السوري من إبادة وتهجير وقتل ودعوته السياسية والإنسانية إلى سرعة إيجاد حل سلمي وسياسي يخدم المواطنة السورية، بعيد عن لغة الاستبداد والاستعباد التي تعرض لها الشعب، ومنها تناوله للعلاقة القطرية الإيرانية بأنها تسمو بالنمو والازدهار، وبما يترتب عليها من الجيرة الحسنة بين الدولتين وما يربطهم من مصالح مشتركة ونظرته إلى مضمون الخلافات والصراعات بالمنطقة، ليست ما بين السنة والشيعة، ولكنه أشار إلى أنها خلافات، وبالإمكان حلها بالحوار ودليل على رؤية وحنكة قطرالسياسية ومحاولتها لحل كل الأزمات الدولية والإقليمية بلغة الحوار والسلام الأمني للمنطقة بأكملها، رغم التحديات التي تواجهها المنطقة، وفي نظرته الشمولية للإرهاب وتصوره الواضح له بأنه نشأ في ظل الاستبداد الذي صنعته العديد من المجتمعات، وربما لم تراه في الدول التي حققت للمواطنين الحياة بكرامة إنسانية واقتصادية تسعى إلى الرقي والازدهار، وربط هذا الجانب بالنواحي الدينية وإن كافة الأديان تدعو للتسامح والسلام بين الشعوب والمجتمعات ويليها الدور القطري وسعيها المستمر في حماية وتعزيز حقوق الإنسان من خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان لترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، وذلك من منهجها المبني على احترام القانون والعدالة والكرامة الإنسانية، وبالفعل نراه وبشكل ملموس في واقعنا القطري واحترام المواطن وإنسانيته بالدرجة الأولى واعتباره جزءا لايتجزأ من رؤية قطر المستقبلية والوطنية ومحور ركيزتها التنموية والاقتصادية، ولذا وفي نهاية المطاف، كان خطابه نظرة واقعية وتحليلية ومستقبلية تخللها ربطه بمزيج من الأحداث الحالية والمترتبة عليها، ألقى من خلالها ثقل دولة قطر قيادة وحكومة فى المنطقة العربية والخليجية والإقليمية والعالمية على أيدٍ شابة وتصوره المرئي لكافة المشاهد الواقعية من زوايا مختلفة، ومعها الدور القطري ودعمها السياسي والاقتصادي والإنساني لكل العالم، وسواء كان بالدعم المادي أو الإنساني، فهنيئا للشارع القطري والأمة العربية عما تناوله سموه من قضايا مؤلمة في الوقت الحالي وطرحها بجرأة ودبلوماسية رائدة يكاد يعجز عنها كثير من الحكام الآخرين، والذين اقتصرت خطاباتهم على التحديات والإنجازات بمجتمعاتهم، ونهاية الحديث.. اللهم احفظ أمير قطروارزقه البطانة الصالحة في القول والعمل واجعله ذخرا للأمة العربية.