18 سبتمبر 2025
تسجيليصعب على شاب في مقتبل العمر أن يحلم بوظيفة يجد نفسه وروحه فيها ويجد الواقع يوقظه من هذا الحلم، ليقول له: "اِصحَ يا هووو.. واحلم على قدك"!! هذه حقيقة هذا المواطن الشاب وغيره كثير للأسف، فقد يحصل على أي وظيفة وبدون واسطة إلا أنها ليست هي التي يتمناها، فالتي يتمناها حالت بينه وبينها الظروف الراهنة.. يقول هذا الشاب واليأس قد تملكه: كنت أحلم أن أعمل في السلك الدبلوماسي لأنني أجد نفسي فيه، ولدي ما يؤهلني لذلك، فبالإضافة إلى مؤهلاتي العلمية وخبرتي العملية كنت ومنذ المرحلة الثانوية، وأنا شغوف بمتابعة وقراءة ما يدور حولنا من أحداث سياسية، وكنت متابعاً للدبلوماسية القطرية وتعاطيها مع كافة الأحداث الإقليمية والدولية، وأحياناً تكون لي قراءاتي الخاصة لهذه الأحداث، وقد أتوقع شيئاً نتيجة لما أراه من ظروف جيوسياسية ويحدث ما كنت أتوقعه، كنت وما زلت قارئاً نهماً لكل ما يكتبه الخبراء والمحللون السياسيون كهنري كيسنجر وحسنين هيكل، وقد يصل بي الفضول إلى قراءة ما بين السطور.. ويتابع هذا الشاب حديثه قائلاً: لقد بلغ شغفي وحبي للعمل في السلك الدبلوماسي أنني عرفت العديد من أسماء أفراد بعثاتنا الدبلوماسية في مختلف أنحاء العالم، بل إنني قابلت بعضهم أثناء تجوالي في بعض الدول ووجدت البعض منهم ليست لديه المهارات التي تؤهله ليكون في هذا المنصب لا من الناحية المعرفية ولا حتى من حيث اللباقة الدبلوماسية ولسان حالي يقول: "اللهم لا اعتراض.. ولكنني لست بأقلّ منهم"!!.. هذا الشاب وصل إلى مرحلة من اليأس لأنه قدّم أوراقه لوزارة الخارجية لعشرات المرات وعلى مدى 5 سنوات إما من خلال تقديمها لمقر الوزارة أو من خلال المعرض المهني الذي يقام كل عام، يقول: كنت متفائلاً طيلة هذه السنوات إلى أن تيقن لي بأنه لا بد من أن تمر أوراقي عبر واسطة ليست كالواسطات التي نعرفها!! فهو ليس من النوع الذي يتمتع بهذه الخاصية"، فلا أبوه وزير ولا جده بهامور"!! يقول: حتى وصلت إلى مرحلة اقتنعت من خلالها بأنه لا جدوى من الاستمرار في هذا الأمر وبأنه علي أن أرضَى بالأمر الواقع، وأعلم بأن هذه الوظيفة لها أهلها، ولست أنا من أهلها!! انتهى كلامه قد يكون هناك الكثير ممن هم على شاكلة هذا الشاب ولديهم رغبة شديدة في العمل في هذه الجهة إلا أنهم أيضا لم يتمكنوا لنفس الظروف التي تعرض لها هذا الشاب، وقد تكون هذه النسبة قليلة، وتكاد لا تُذكر وأن الوزارة أبوابها مفتوحة للجميع ولا تفرق بين أي من مواطنيها، وهذا ما نتمناه.. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لا يكون عدد المعينين في وزارة الخارجية كعدد غيرها من الوزارات؟ أليست في الوزارة إدارات عديدة وبعضها أنشئ حديثا وتعاني من نقص في شواغرها؟.. فقد فتحت قطر العديد من قنواتها الدبلوماسية مع العديد من الدول بمختلف أنحاء العالم، وفتحت العديد من السفارات هناك وبعضها افتتح مؤخراً، أيُعقل أنها لا تحتاج لكوادر وطنية تشغل هذه السفارات؟ أم أنهم سيكتفون وكما هي عادتهم بالاعتماد على العنصر الأجنبي حتى يظن زائرها بأن مواطني قطر منشغلون في العمل بقطاعي النفط والغاز فقط؟!! نحن نناشد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الدولة للشؤون الخارجية الذي ندرك أنه من الداعمين للشباب القطري وسياسته الطموحة في جذب أكبر عدد ممكن من الشباب القطري الطموح، للعمل في وزارته وتقطير سفاراتنا في الخارج بالصورة التي تعطي انطباعاً مشرقاً ومشرفاً لشباب قطر، نناشده أن ينظر للعديد من طلبات التوظيف التي قد تكون حبيسة أدراج مكاتب مديري إدارات وزارته!! فلعله يستطيع أن يحقق أمنيات هذا الشاب وغيره ممن يحلمون في الالتحاق بالعمل في وزارة الخارجية. فاصلة أخيرة كلام أعجبني: "الأمل.. هو تلك النافذة الصغيرة التي مهما صغُر حجمها إلاّ أنها تفتح آفاقاً واسعةً في الحياة".